منتدى مها وهدير
منتدى مها وهدير
منتدى مها وهدير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مها وهدير

الموضوعات العامه
 
الرئيسيةمنتدى مها وهديرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بكت وكنت اظنها لن تدمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امال مصطفى

امال مصطفى


انثى عدد المساهمات : 186
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
الموقع : www.1959.forumegypt.net

بكت وكنت اظنها لن تدمع Empty
مُساهمةموضوع: بكت وكنت اظنها لن تدمع   بكت وكنت اظنها لن تدمع Emptyالأربعاء فبراير 16, 2011 4:44 pm

بكت.. وكنت أظنّها لن تدمع

بقلم أمل السامرائى ١٦/ ٢/ ٢٠١١
بين شوق ورغبة وغبطة أقف عن بعد كما طفلة متبناة ترقب متبنيتها على استحياء حين يجتمع شمل أبنائها الحقيقيين.. تضمّهم أحضانها بعد غياب فى متاهات الصمت المزروعة بمسامير الفساد والاستبداد والسياط المدهونة بالاستعباد والقسوة الشبقة للدماء وانحناءات الانكسار.. أبناؤها المستيقظون بعد غفوة أعوام على صوت تكبيرات الحق ونواقيس المحبة يتقدمهم فتية تتلألأ على جباههم أنوار الكرامة والتحدى.. حاملين خمارها الأبيض المنسوج من خيوط الكبرياء على أكفّهم يتوّجون به رأسها الشامخ.. يقدمون الأرواح قرابين وفاء بين يديها الطاهرتين.

وأظلّ أنتفض خيفة أن أكون خارج منظومة هذا اللقاء الأسطورى وأنا من ترعرعت فى ظلال أمومتها.. أعزّيها وتعزّينى.. أواسيها وتواسينى.. تطفئ ظمأ غربتى، تضىء عتمة وحشتى، وقبل أن تدمع عيناى عتباً، تبادرنى بنظرة نداء حانية أهرول على إثرها مرتمية على صدرها متوحدة بأبنائها، لتتساقط زخات دموع فرح حقيقى على وجنة وجدانى الحرّ، الذى حطّمت ثورة التحرير الأسطورية ما يحيطه من قضبان قهر..

نعم بكيت كما لم أبك منذ سنين بعد أن أقسمت على أن لا ضعف أو بكاء، فكانت الكفّارة «زغرودة» شقّت جدار الروح لتخترق عنان الصبر حين زفّوا شهداء النصر فى نعوش الخلود يتقدمهم «خالد» بابتسامته الخجلى وعينيه العاتبتين.. خالد ورفاقه أبناء كل أمّ زلزلت حسرتها الثكلى عروش الظلم. نعم.. كانت دموعاً صادقة فجرتها ثورة يناير كما فجّرت بركان الثقة الذى كاد يخمده الخنوع..

دموعاً تدفقت كما السَّيْل تغسل مخلّفات الحرمان والهموم المتراكمة فوق الوجوه، وأوّلها وجه سيدتى وتاج رأسى، المكافحة (أم سيّد) مدبرة منزلى.. ووالدة تسعة من أبناء اليُتْم، أضاءت لهم دروب العلم بشموع شقائها وابتسامة تفاؤلها التى اغتصبتها يد الظلم حين اعتقلوا ابنها «سيّد» بتهمة سياسية باطلة ليفرجوا عنه بكلمة اعتذار تافهة بعد رحيل الغالية.. دموعاً تنهمر كغيث يُحْيِى أمل ذلك الشاب المتفوّق ورغبته فى دخول كلية الشرطة، والذى دُفن فى صندوق إحباط، مفتاحه «٦٠ ألف جنيه» لا يمتلك منها شيئا..

دموعاً تروى عطش اللهفة لزيارة مصر فى نفوس أبناء قومى المرابطين عند القنصليات لعل بارقة بشرى تأتى بتأشيرة سياحة أو لقاء قريب مقيم ولو لعدّة أيام، ولا يأتيهم غير الرفض، والسبب (أمن الدولة)، على الرغم من إقاماتهم الرسمية فى بلدان أخرى والتزامهم بوظائف رفيعة المستوى.

بينما يفاجأون بوسطاء فساد على أبواب بعض السفارات يعرضون خدماتهم بإصدار التأشيرة بسعر خيالى يكاد يصل إلى ألفى دولار ويزيد.. دموعاً تطهّر حروفى الحائرة بين الرمز والمباشرة والحذر، ونصائح الأصدقاء، وكوابيس الخوف التى لا يؤثر بى منها غير منعى من دخول مصر فيما لو تجاوزت بعض الخطوط..

دموعاً أذابت ضباب الخيال فانطلقت على أصداء صيحات الشباب وشجاعتهم تخترق فضاءات الوطن البعيد حيث رفات الأحباب، لتنسكب حنيناً على قبر أمى، بعد عشرين عاماً من الوجع المكتوم بين ضلوع الخوف والغضب.. دموعاً تشتعل رفضا يستفز إرادة الشباب فى تفجير ثورة لطرد محتل جاثم على صدر الوطن ونظام يتمرغ جشعا فى خيراته.

نعم بكيت وكسرت سدّ الدموع ليغمر فيضان الفرح بيوم النصر خلايا اليأس، ويوقظ هديره سبات الآدمية المنتهكة أبسط حقوقها على يد التعالى والغرور التى كسرتها الأيادى السمراء وسحقتها الفروسية المؤزرة بنصر الله ورحمته فى يوم سيُحفر على سِفر التاريخ بحروف ليست كالحروف.. كما الدموع المنهمرة على غدر صديق أو هجر حبيب وجرح نميمة، ليست كدموع البهجة والفخر عند انتصار الكرامة وعودة الروح للوطن.

سَلِمت مصر.. وسَلِم جيش ضرب المثل فى النبل حين ارتفعت يده تحية للشهداء.. وسَلِم شعب كان مثلا للتكاتف والولاء.. وسَلِم شباب ٢٥ يناير قدوة لجيل الأمس والغد. ورحم الله من رووا تراب الوطن بدمائهم الزكية أحياء عند ربهم يرزقون.. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بإذن الله.. وألهم ذويهم الصبر والسلوان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.1959.forumegypt.net
 
بكت وكنت اظنها لن تدمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مها وهدير :: الفئة الأولى :: منتدى الشعر والخواطر-
انتقل الى: