كلمة حق

كثير من الساسة والإعلاميين الأمريكان والأوروبيين يتميزون بالغباء الشديد فيما يتعلق بأحوال العالم الثالث‏,‏ خاصة في دول الشرق الأدني والشرق الأوسط‏,

‏ وهو أمر نابع من الجهل بطبيعة المكونات الثقافية والتاريخية لهذه الشعوب‏,‏ ويزيد من تفاقم هذه المشكلة أنهم في أحيان كثيرة يعتمدون علي مصادر معلومات استخباراتية ـ محلية ـ تفتقر إلي الدقة والموضوعية‏,‏ وتغلب عليها المصلحة الشخصية‏,‏ وربما الانتهازية‏.‏
ويمكن ملاحظة هذا الأمر من خلال متابعة المواقف الغربية والتصريحات الأمريكية حول ثورة الشباب الإصلاحية في مصر وتطوراتها‏,‏ وردود فعل النظام الحاكم في هذا الوطن وتفاعله مع هذه الأزمة‏,‏ باعتبارها أحد مظاهر التغيير في المنطقة بوجه عام‏(‏ وصفتها كلينتون بالعاصفة‏)‏ في إيران ولبنان وتونس ومصر‏,‏ وهذا في تقديري خطأ جسيم لأن خصوصية ما حدث في مصر واختلافه عن بقية الأحداث واضح وضوح الاختلاف بين قيمة وقامة وقدر مصر وغيرها من الدول التي نحترمها جميعا‏,‏ لكن هناك فرق كبير بين أن يتعرض القائد للارتباك وأن يتعرض له عسكري مجند مثلا‏!!‏ كما لا يمكن أن نتجاهل تصريحاتهم المتناقضة حول القضية المحورية المتعلقة بالتنحي الفوري للرئيس مبارك أو بقائه في موقع المسئولية حتي سبتمبر المقبل ليقود بخبرته أول انتقال سلمي للسلطة في مصر منذ تولي الملك فاروق الحكم خلفا للملك فؤاد‏!!‏ ومع تأكيد أن ذلك شأن مصري خالص فإننا لا نغفل مطلقا الارتباك الأمريكي إزاءه‏,‏ نتيجة ما أسلفت من عدم مصداقية مصادر معلوماتهم عن مصر‏,‏ حيث الأغلبية أكثر من‏05%‏ تري بقاء الرئيس الشرعي حتي نهاية ولايته الدستورية‏.‏
وأعود إلي شباب‏52‏ يناير في ميدان التحرير‏(‏ الذين أخشي عليهم من فرط الثناء‏!!)‏ لأهنئهم علي فشل كل محاولات ركوب موجتهم أو القفز علي ثوريتهم من جانب الانتهازية السياسية‏,‏ والرموز المتهالكة للمعارضة‏,‏ أما بقاؤهم في الميدان من عدمه فتقديري أنه يتوقف علي مدي سرعة وجدية الحكومة في الوفاء بتعهداتها الإصلاحية‏.‏


‏eabdelmoneam@ahram.org.eg‏


المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم

مصر بخير بفضل الله وعنايته‏,‏ وستخرج من المحنة بإذن الله أقوي وأعز وأكرم‏,‏ وأكثر منعة وشموخا من ذي قبل‏.‏ وسوف يدهش العالم وهو يري‏(‏ مصر الجديدة‏)‏ تنطلق من رحم الأزمة

التي خشي المحبون لنا أن تطيح بوحدتنا وتدمر مقدراتنا وتمني الكارهون أن تزحزحنا عن موقع الصدارة في منطقتنا والريادة في أمتنا‏.‏
لن نتصادم بعد ذلك لمجرد أننا نختلف في الرؤية التي توصلنا للهدف الواحد‏,‏ ولن نتفرق بعد أن تعلمنا‏-‏ ولو متأخرا ـ كيف نحترم الرأي الآخر‏,‏ ونرفض ديكتاتورية الأقلية كما نرفضها من الأغلبية‏.‏
لقد حقق المصريون مكاسب حقيقية بأيدي جيل الشباب الواعي المثقف الذي قاد مسيرة اصلاح أشبة بالثورة‏,‏ لايزال مشوارها طويلا من خلال العمل الجاد والدءوب واحترام قيمة الوقت ونبذ الفوضي واقامة الدولة القوية القادرة علي كبح الفساد واقامة العدل وفرض النظام علي الكبير قبل الصغير‏.‏
تلك المكاسب التي كانت حتي شهر مضي أحلاما نتوق الي تحقيقها ولو بعد عقود او بالتدريج الممل‏,‏ أصبحت الآن ملك أيدينا في مدي اسبوع واحد بقوة التظاهر السلمي الحضاري الذي قاده بكل ايمان وشجاعة شباب‏52‏ يناير‏,‏ ودافعوا عنه بكل الحب والانتماء للوطن‏,‏ ولم يكن برغم كل ذلك لينجح وسط هذه الأجواء المشحونة بتيارات وقوي داخلية وخارجية لها أجندات خاصة‏,‏ مالم يكن للقوات المسلحة المصرية هذا القدر الرائع من الاحترافية‏,‏ وعدم التدخل في السياسة‏,‏ فهي التي حمت الوطن من الفتنة الكبري وملأت الفراغ الأمني عندما كان شبحا مخيفا‏,‏ حتي عادت الشرطة الي مواقعها وعاد الأمن للشارع‏.‏
وأخيرا لامفر من الحساب عن أخطاء فادحة متعمدة ارتكبها بعض الساسة في حق هذا الشعب‏,‏ دون تربص او روح انتقامية‏,‏ والهدف ألا يحدث ذلك لنا مرة أخري من أي سلطة‏,‏ لأن الشعب هو أعلي سلطة‏

منذ تم طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبدء مشاركة العرب في النسخة الخامسة لنهائيات كأس امام اسيا لكرة القدم في تايلاند عام‏1972,‏

لم تغب المنتخبات العربية عن التواجد في الدور قبل النهائي‏,‏ بل إنه كان هناك فريق عربي دائما طرفا في المباراة النهائية منذ عام‏1980‏ وحتي البطولة الماضية‏2007‏ باستثناء وحيد في النسخة الـ‏13‏ بالصين عندما وصل المنتخب البحريني للدور قبل النهائي‏,‏ قبل ان يقصيه الياباني‏.‏
وباستمرار كانت المنافسة تزداد قوة بين منتخبات شرق القارة الصفراء الصاعدة والمتطورة وبين المنتخبات العربية الـ‏12‏ التي تقع كلها غرب القارة‏,‏ دون ان يغفل المراقبون التقدم المطرد والمنظم في مستويات دول الشرق‏,‏ خاصة كوريا الجنوبية واليابان‏,‏ واخيرا استراليا التي انضمت للاتحاد الاسيوي للعبة‏,‏ كقوة معتبرة بمحترفيها‏,‏ في الدوريات الأوروبية‏,‏ وطبعا الصين علي الطريق لكن‏(‏ جاية يعني جاية‏)!.‏
ثم جاءت الدورة الحالية التي تستضيفها قطر‏,‏ والتي أعلن خلالها رسميا تراجع المنتخبات العربية في مواجهة المد المقبل من الشرق‏,‏ بل وامام منتخبات صاعدة في وسط القارة مثل أوزبكستان‏,‏ ولنصدم جميعا بخروج العرب تباعا علي ارض عربية حتي خلا منهم دور الأربعة لأول مرة في البطولة الحالية رقم‏15‏ بالدوحة‏,‏ حيث التقي في الدور قبل النهائي كل من كوريا مع اليابان واستراليا مع اوزبكستان‏,‏ وكلها دول تعتمد علي التخطيط ولاتعرف السبهللة‏!.‏
ولاشك ان المؤشرات علي هذا التراجع كانت واضحة‏,‏ وكان آخرها غياب المنتخبات العربية الآسيوية عن المونديال‏2010‏ للمرة الأولي منذ عام‏1982‏ في آسبانيا‏.‏
ورأيي ان أهم الاسباب هو غياب ثقافة الاحتراف لدي اللاعب العربي‏,‏ ومن ابرز ملامحها سوء إدارة اللاعب لشئون حياته اليومية وعدم التركيز في تطوير امكاناته باستمرار وتحسين مستواه البدني والفني بدوافع ذاتية‏,‏ فضلا عن غياب الاحترافية ايضا عن منظومة العمل الإداري في معظم الأندية والاتحادات العربية‏,‏ وأخيرا فإن المنتخبات الآسيوية في شرق القارة‏(‏ اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا‏)‏ استطاعت تكوين قاعدة مهمة من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية المتقدمة والتي توفر للاعبيهم احتكاكا مستمرا وقويا علي مستوي رفيع‏.‏
إن أمام عرب آسيا عملا جادا لابد من إنجازه وتغييرات جذرية في المفاهيم والاساليب‏,‏ تحتاج إلي قرارات شجاعة ربما من عينه تغيير القيادة العليا الرياضية كما حدث في السعودية‏,‏ كأبرز الأمثله علي رد الفعل المناسب لخروج الأخضر السعودي من الدور الأول بهذه الصورة من التراجع المخيف في المستوي والنتائج‏.‏
يذكر ان التراجع في مستويات منتخبات شرق آسيا يشمل ايضا‏,‏ للتسجيل ـ المنتخب الإيراني‏,‏ إلا أنه ليس في دائرة اهتمامنا مثل بقية المنتخبات العربية الشقيقة‏.‏