السلام عليكم
كنت مسافرة من يومين بالقطار
بجواري كانت تجلس أم ذكرتني طفلتها بابني الصغير
نفس اللماضة و النظرات
من بعيد جاءتنا أصوات متحمسة تناقش حادث التفجير و تحلله
الغريب ان المتحاورين انشغلوا بتحليل نفسية و هوية مرتكب التفجير
ليؤكد أحدهم في حماس أنه لا يمكن أن يكون مصريا
لأن المصري لا يمكن أن يفجر نفسه
أصله هيعمل كده عشان ايه؟ العيال؟؟ ***** العيال
عند هذه الجملة تبادلت و جارتي النظرات و ابتسامة مريرة على شفتينا
و اندفعت هي.. بالذمة دول بيفكروا ازاي؟؟
مشاغلهم غير مين اللي عملها و دوافعه و نفسيته
مش يفكروا في الناس اللي ماتت .. في الاعلام العجيب و الحكومة الاعجب
محددينلهم الزمان و المكان.. فاضل ايه عشان يحمونا؟
و حكتلي ازاي انهم كانوا بيركنوا عادي جنب بوابة الكنيسة و محدش من الحرس كان بيكلف نفسه يتأكد من شخصيتهم
قلتلها معانا كان بيحصل العكس .. يمكن عشان واضح اني مسلمة
و بعدين .. هو الأمن قصر في حماية المسيحيين بس؟ الأمن حاليا بقى أمن الكبار مش أمن الوطن و المواطن
مين جاب حق اللي اتحرقوا في القطارات؟ و لاّ الي غرقوا في العبارة؟ و لاّ اللوحة اللي اتسرقت و الآثار اللي اتنهبت؟
مين حاسب اللي بيسمموا الناس؟ و اللي بيبلطج و اللي و اللي و اللي
هزت رأسها موافقة و هي تقول
وكله كوم و البرامج والناس اللي بيستضيفوهم كوم
قعدوا يقولولنا لا تواجد لتنظيم القاعدة
امال اللي حصل ده معناه ايه؟
و كل شوية احنا جسد واحد .. ما احنا عارفين .. و بعدين؟
قلتلها .. اللي يغيظ اكثر انهم ينسبوا التفجير ده للاحتقان الطائفي.. كانها مظاهرات او خلافات بين المسلمين و المسيحيين
ده تفجير بيلعب على النقطة دي و عايز يزودها
ليه الحكومة تدي فرصة لكائن من كان انه يتاجر بموضوع "المختطفات"؟
ليه مفيش وضوح؟ السيدات في حماية الدولة ,وليس اي جهة أخرى
قالت لي .. كانوا شاغلينا بلقمة العيش و الكورة .. الظاهر لقوا ده مش كفاية
الموقع اللي حاطط التهديد ده نازل شتيمة في مبارك .. طب ما يفجروه هو و يريحونا
همهمات الموافقة المختلسة تتناثر على استحياء من المحيطين بنا
قلتلها عارفة ايه غايظني اوي؟
ان المسيحيين شايفين انهم مضطهدين و مش واخدين حقوقهم
و المسلمين شايفين ان الدولة بتحابي المسيحيين و تميزهم
ليه محدش شايف الصورة على بعضها ؟؟
مش احسن نلتفت لبلدنا و اللي بيجرالها؟
بهدوء و حزن قالت .. لأن لعب دور الضحية هو الاسهل
انا سقطت عشان الدكتور مستقصدني .. مش عشان ما ذاكرتش
الاسهل ما نعملش حاجة
أو نطفش من البلد
جرنا هذا لموضوع الهجرة و كيف انها لم تتحمل اكثر من سنة و عادت لانها "مش عايزة بنتي تبقى مشتتة .. عايزاها تبقى عارفة هيا مين
مش هقدر اربيها على قيم المجتمع برة" .. عايزاها مصرية بجد
بس ربنا يستر من اللي جاي
جاءت محطتي .. شكرتها و تمنيت لها الوصول سالمة .. ابتسمت و هي تقول .. حمدالله على سلامتك
قولي باي لتانت يا ليلي