بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى أله وصحبه أجمعين
كان في تاجر ،، وله أبن وحيد ،، يشوفه كل يوم طالع ،، داخل طالع مع أصحابه ،، وبأخر الليل يجمعهم عنده بالمجلس ،، وهات يا أكل ،، وشرب ،، وضحك ،، وسمر ،، ولعب من كل الأشكال .
الأب ،، حزين لحال ولده ،، ومن اللي قاعد يشوفه من أسراف ،، وهو يشوف بأن الريال ماله قيمه عند ولده ،، قال في نفسه : لازم أوقف هالمهزله .
وفي يوم من الأيام ،، قرر أنه يواجه أبنه ،، ومسكه ،، وقاله : ياوليدي ،، أنت هاللحين مجمع شلة هالأنس عندك ،، تدري منهم هذولي ؟؟
قال ولده : هذولي أصدقائي الأوفياء والمخلصين .
أبتسم الأب التاجر وقاله : الأوفياء مره وحده ؟؟
زعل الولد وتغيرت ألوانه ،، وكأنه ماهو راضي عن كلام أبوه ،، ورد على أبوه لما شاف ألوان ولده تغيرت وقال له : لا تزعل ياولدي ،، تراك ماتعرف معنى الصداقه ،، ومن سذاجتك ،، هذولي ضحكوا عليك ،، والأكيد أنك ماعرفتهم على حقيقتهم .
رد الولد وقال : هذولي يايبه لو أطلب من الواحد منهم يرمي نفسه بالنار ،، سواها .
قال الأب : متأكد ياولدي ؟؟
رد الولد : متأكد 100 % ،، مثل ماني متأكد أنك واقف قدامي .
قال الأب : كم عدد ربعك ؟؟
الولد : فوق العشرين .
الأب : كم النخبه منهم ؟
الولد : ثمانيه .
الأب : كم المقربين منك بالحيل ،، وتثق فيهم أكثر من نفسك ؟
الولد : أربعه .
الأب : شرايك نختبر وفاء هذولي الأربعه المميزين عندك والمقربين بالحيل واللي تثق فيهم ؟
الولد : يايبه أنا متأكد من وفائهم ،، ولكن علشان أثبت لك أنهم ثروه ومخلصين ،، ماعندي مانع .
ذهب الأب ،، وبحث عن خيشه ،، وصب على جزء منها شراب الفيمتو الأحمر ،، ووضع ببطنها هدايا وملابس ،، وقال لولده : أمش معي ،، وعرفني على بيوت ربعك ،، وخلنا نسير عليهم ،، بس أنتبه ،، لا تتكلم ولا كلمه .
الولد ماعرف وش السالفه ،، بس راح مع أبوه ،، وعرفه ببيوت ربعه واحد واحد ،، وعند أول بيت ،، طقوا الباب ،، وطلع لهم صديقه ،، مبتسم ،، وقال لهم : تفضلوا ،، رد عليه الأب وقال : أحنا محنا جايين زياره ،، أحنا جايين لأنك أعز واحد عند ولدي ،، وخويك اليوم طايح بمشكله ،، تضارب مع واحد وتطور الأمر ،، وطعنه بالسكين ومات ،، دفاعا عن النفس ( وكان الأب شايل بيده الخيشه المنتفخه وعليها اللون الأحمر ،، وكأن بها جثه ) ،، واللحين نبيك تخلي هالجثه عندك ،، وولدي يبقى عندك كم يوم إلى أن نشوف لنا حل ،، شاف صديق الولد الخيشه واللون الأحمر ،، وقال : العذر والسموحه منك عمي ،، هاللحين أنا مسافر ،، والشنط جاهزه ،، وماأقدر أخدمكم ،، وياريت ولدك إذا حققوا معه ما يقول إني صديقه ،، الحقيقه أول مره اشوفه اليوم ،، ومايشرفني معرفته ،، وقفل الباب .
نظر الولد لأبيه بأستحياء ،، وقال أبوه : يله يبه ،، خلنا نروح لباقي ربعك .
راحوا للثاني ،، وقالوا له اللي قالوه للأول ،، فقال لهم : وبعدكم واقفين عند الباب !!!!
أقول ،، ضفوا وجيهكم لا أنادي أخواني ونسنعكم هنا بالشارع ،، جايبين لي مصيبه ،، وتقولون افزع لنا ،، أقول : أهاا لا عاد تجيون هالبيت .
راحوا للثالث ،، ونفس الكلام قالوا له ،، ورد عليهم قائلا : إذا مامشيتوا اللحين ،، أنا اللي راح ابلغ عليكم ،، وقفل الباب .
راحوا للرابع ،، ورد عليهم قائلا وموجها كلامه للولد ( صديقه ) : أنا من شفتك ،، وأنا قايل أنك صاحب مشاكل ،، والحمد لله اللي الله نجاني من صحبتك ،، أقول : يله أهلكم ولا عاد اشوفك مره ثانيه ،، ورقمي أمسحه من جوالك ،، عائلة مجرمين .
ناظر الأب لولده ،، وقال : هذولي يايبه ثروتك ،، هذولي هم المميزين والأوفياء والمخلصين ،، هذولي هم اللي صرفت عليهم ،، ووكلتهم وشربتهم ،، وأأتمنتهم على أسرارك ،، وقايم وقاعد معهم ليل نهار ؟؟
ياريت واحدهم سألنا على الأقل وش السالفه !!
الولد مالقى كلام يرد على أبوه ،، وأندهش من فعل ربعه ،، وحقيقتهم الكاذبه ،، ولم يخرجه من صمته إلا أبوه اللي قال له : شف يايبه ،، عشرات أشوفهم باليوم ،، وألاف مروا علي ،، ولكن قله جدا جدا هم اللي اقول لهم ،، ياصديقي أو ياخويي .
تبي تعرف وشلون هم الأصدقاء والرجال ،، تعال معي .
ذهب الأب لبيت جاره ،، وطرق الباب ،، وقال له اللي قاله لربع ولده ،، فما كان من الجار وصديق الأب إلا أن قال للولد : أفا وأنا أبو فلان ،، أدخل ياولدي ،، وأبشر بالخير ،، خلك مع أخوانك داخل البيت إلى أن أشوف أنا وأبوك حل حق هالمشكله ،، وأنا معاكم إلى أن نشوف حل بإذن الله ،، أبتسم الأب ،، وناظر أبنه ،، وقال له : أعتقد فهمت الآن معنى الصداقه .
قام الأب ،، ومد يده بالخيشه لجاره ،، وقال له ،، تفضل ياأبو فلان ،، هذي هديه من أخوك وصديقك ،، وزعها على أهل بيتك ،، والسالفه كذا وكذا ،، والسموحه بس حبيت يعرف ولدي معنى الصداقه والمراجل ،، وأنت بيض الله وجهك .
همسه للشباب والشابات
همسه لعيالنا
أنتبهوا ياعيال الديره ،، ترى الصاحب ساحب ،، والصداقه لها قيمه عاليه ،، وماكل من قابلك ،، قلت عنه صديق ،، وأعرفوا أن جمال الصداقه ليس بالكثره وإنما بالأنتقاء ،، تبون تعرفون معنى الصداقه ؟؟
لذا أعيدوا حساباتكم مع أصدقائكم ،، وأحذروا من تسمية كل خيال عابر ،، صديق .
وأعلموا بأن أفضل وأرقى وأخلص وأوفى الأصدقاء ( الأم ،، الأب ،، الأخ ،، الأخت ،، أبناء العمومه أو أبناء الأخوال ،، ثم الأصدقاء الأوفياء ممن يقدر لنا الله أن نلتقيهم بدروب الدنيا )
همسه إلى الأباء والأمهات وأولياء الأمور جميعا
كن أقرب صديق لأبنك أو أقرب صديقه لإبنتك ،، حينها ستثمر شجرتك وسترعاها دون تطفل مقيت ،، أو تجسس بغيض ،، أو تعدي لشخصية الأبناء المستقله .
كونوا دوما معهم ،، ولكن من باب الصداقه ،، حينها ستنامون هانئين لأن الصديق يلجأ لصديقه عند الشده ،، وهذه تكفينا كأصدقاء مع أبنائنا .
القصه بعاليه ،، سالفه قرآتها زمان ،، وأستقرت في ذهني ،، واليوم أعيد ذكرها لكم حسب الصيغه المتعارف عليها دوليا بسواليف إنسان منكم ،، وحقوق السالفه محفوظه لكل من قرأها ،، وأراد نقلها للفائده .
