يدخلها المتعلمون والأميون..
المعالج الشعبي طبيب ماهر أم مشعوذ كاذب؟
عدم وجود نظام خاص أسهم في تفشي الظاهرة
تزخر مختلف مناطق المملكة بالأطباء الشعبيين فمنهم الجيد الذي ساهم الى حد كبير في مجال الرعاية الصحية الأولية ومنهم الرديء والمشعوذ والذي ساهم في إعاقة كثير من المرضى وموت عدد لا يستهان به نتيجة جهله بأمور الطب.. وحيث ان الطبيب الشعبي ليس له نظام معين فمن الصعب تعريفه إلا أنه حسب مقابلاتنا لعدد كبير من الأطباء الشعبيين وذلك عند تنفيذنا لمشروع الطب الشعبي الوطني الذي دعمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مدة طويلة, يمكن القول بأن الطبيب الشعبي هو الشخص الذي يستطيع معالجة بعض الأمراض البسيطة والتي لا يكون مسببها فيروسات أو ميكروبات أو السرطان أو غيرها من الأمراض الموجودة في الدم أو تنتقل عن طريق الدم أو خلل في الهرمونات ويقوم بمعالجتها بما توفر لديه من خبرة حصل عليها عن طريق الوراثة من اجداده أو عن طريق مخالطة من سبقوه من الأطباء الشعبيين أو ربما عن طريق الاطلاع على كتب الطب الشعبي أو عن طريق الدراسة في المدارس الخاصة بالطب اليوناني في الهند وهذا نادر جدا في المملكة أو هو المشعوذ الذي امتهن هذه المهنة من أجل الكسب المادي غير المشروع من أجل الثراء السريع وما أكثر هذا النوع من الأطباء الشعبيين.
نظام خاص في واقع الأمر لا يوجد نظام للأطباء الشعبيين يحكم ممارساتهم ووزارة الصحة ممثلة بوزيرها الحريص على حماية المستهلك قد أنشأ في الوزارة شعبة للطب البديل ومن اهتمامات هذه الشعبة ايجاد نظام وعمل قواعد ومعايير تحكم هذا النوع من الممارسات الذي ارتبط بتراثنا.ممارسة المهنة
ولكن هل يحق للطبيب الشعبي ممارسة مهنة الطب كما يفعل الطبيب الحاصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة؟
إن نظام مهنة الطب صريح وواضح وهو ينص على انه لا يحق لأي شخص يعالج مريضا ما لم يكن يحمل درجة البكالوريوس في الطب والجراحة وهذا يعني انه لا يحق للطبيب الشعبي علاج أي شخص.الجهة المسؤولة
وبنظرة فاحصة للواقع نؤكد لا يوجد جهة محددة بعينها مسؤولة عن الأطباء الشعبيين عدا وزارة الصحة التي تحاول من خلال شعبة الطب البديل بالوزارة ومن خلال اللجنة العلمية المركزية لطب الأعشاب والتي انشئت مؤخرا والتي تحاول ايجاد ضوابط للطب الحديث ووزارة الداخلية تقبض على المشعوذين والذين يمتهنون هذه المهنة طمعا في الكسب المادي غير المشروع وهم في الحقيقة جاهلون لهذه المهنة.الممارسات
هناك عدة ممارسات وتعتبر تخصصات فهناك من يقوم بعمليات الكي وهناك من يقوم بتجبير الكسور وهناك من يختص في الحجامة وهناك من يعالج بالأعشاب والمشتقات الحيوانية والمعدنية وهناك من يجلو الماء الأزرق من العين وهناك من يقوم بفصد الجبهة لعلاج الشقيقة وهناك المشعوذون والسحرة والعياذ بالله.
ومن خلال المشروع الوطني الكبير عن الطب الشعبي الذي دعمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومن خلال مقابلاتنا للأطباء الشعبيين في جميع الممارسات وجدنا أن هناك مجبرون على درجة كبيرة من الإلمام بأصول التجبير وخاصة الحالات التي لا تكون فيها مضاعفات مثل النزيف وتمزق الشرايين وخلافه وقد شهد بذلك اخصائيو العظام الذين كانوا معنا في المشروع كما قمنا بمتابعة حالات عن الكي فوجدنا عددا من المتخصصين في الكي على قدر كبير من فهم أمور الكي وقاموا بعلاج حالات كانت مستعصية عن طريق الكي أما الحجامة فقد لاحظنا ان الكثير من المحجمين لا يفقهون شيئا عن التعقيم أو تطهير أدوات الحجامة وفي ذلك خطر كبير حيث ان استخدام سكينة ملوثة ربما تسبب نقل فيروسات خطيرة وخاصة ان تلك السكينة تستخدم في تحجيم أكثر من شخص فلو كان شخص يحمل فيروس الكبد الوبائي أو فيروس الايدز أو خلاف ذلك فبدون شك ان الاشخاص الذين سيحجمون بتلك السكين سيأخذون ذلك الفيروس. كما ان المحجم يقوم بشفط الدم في المحاقن المستخدمة لذلك الهدف بأفواههم واذا حصل أن لعاب أي من المحجين ملوث بفيروس ماء فسوف يعطيه للمريض ولذلك يجب على الجهات المسؤولة مراقبة ذلك جيدا وعلى المرضى أيضا معرفة ذلك. أما أطباء الأعشاب فأغلبهم جاهلون تماما بأمور الأعشاب والقليل منهم من يتابع ما يستجد في أمور الأعشاب ويحاولون حضور ندوات ومؤتمرات وسؤال أهل العلم وتوجد نسبة واعية من هذه الفئة.
أما الفئة الخطيرة والتي يجب خلع جذورها فهي فئة الدخلاء على مهنة الطب الشعبي مثل المشعوذون والسحرة والجاهلون بأمور التطبيب هؤلاء امتهنوا هذه المهنة من أجل الكسب المادي غير المشروع ويجب مطاردتهم أينما كانوا لأنهم يحدثون فسادا في الأرض.مؤهل خاص
لا يوجد في الوقت الحاضر مؤهلات خاصة للأطباء الشعبيين فالبعض منهم علمته مدرسة الحياة والبعض منهم اكتسب هذه المهنة عن طريق الوراثة والبعض الآخر يحمل مؤهلات ثانوية وجامعية والكثير منهم أمي لا يقرأ ولا يكتب وهذه هي الكارثة. ولا يوجد منهم من درس طب الأعشاب أو الممارسات الأخرى مثل قرنائهم في الهند والباكستان والصين وغيرها من البلدان المتقدمة الذين يدرسون ويحصلون على مؤهلات في هذا المجال. وقد طلبت وزارة الصحة من كلية الصيدلة دراسة المؤهلات التي يمكن لمزاولة مهنة الطب الشعبي الحصول عليها وقد قامت كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بدراسة الموضوع وقدمت للوزارة مرئياتها في هذا الصدد.
قراءة القرآن ولا تدخل قراءة القرآن والرقية الشرعية ضمن ممارسات الطب الشعبي, فالقراءة والرقية لها نظام خاص وتصريح من هيئة كبار العلماء الذين يزكون من يرون أن لديه الكفاءة في القراءة والرقية ويمنح تصريحا بذلك وهناك قرار بمنع غير السعوديين من القراءة والرقية