يهود إيران في إسرائيل:
ويذكر الكاتب أن تواجد اليهود الإيرانيين في إسرائيل يتمركز في القدس وفي مستوطنة بيت شيمش وفي حيفا وتل أبيب ومدن التطوير وخاصة بئر السبع وفي العديد من المستوطنات الزراعية حيث يعملون في تجارات محدودة في تل أبيب والقدس, وعددهم وفقا لإحصائيات 1994 يقدر بنحو مئة وأربعة وثلاثين ألفا وسبعمائة يهودي 00 ولهم مشاركة محدودة في أجهزة السلطات الثلاثة 00 وعلى العموم فإن اليهود الإيرانيين يعانون بشكل عام من التمييز الطائفي بين اليهود الغربيين واليهود الشرقيين
الفصل الثالث:
إيران وفلسطين:
ترجع علاقة إيران بفلسطين إلى أواخر القرن التاسع عشر من خلال إيجاد ممثليه لها في فلسطين خاصة بعد هجرة عدد كبير من التجار الإيرانيين إلى فلسطين 0
وهنا توضيح للمراحل الثلاث لتاريخ العلاقة بين إيران وفلسطين:
فالمرحلة الأولى: 987 ـ 1947 حيث كان التعبير عن وجود اهتمام إسلامي, وكان سلبيا في بعض الأحيان 0
أما المرحلة الثانية: 1948 ـ 1978 وهي الفترة الشاهنشاهيه, حيث كان منطق الاهتمام هو العلاقة ما بين القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني عموما 0
المرحلة الأخيرة: تبدأ بسقوط النظام الشاهنشاهي وإعلان قيام الجمهورية الإسلامية وما تلا ذلك من تغيرات جذرية على السياسة الخارجية الإيرانية 0
ويتطرق الكاتب إلى تدرج الاهتمام بفلسطين ابتداء من التغيرات الداخلية الحاصلة في إيران في القرن التاسع عشر, حيث خضعت إيران للتقسيم من قبل الروس والبريطانيين, وتلا ذلك وعد بلفور, ونتيجة للضعف السياسي في إيران كان الرد بواسطة مبادرات لتنظيم إيرانيين للجمعيات الشعبية والمنتديات, حيث تلا ذلك إنشاء عصبة الأمم التي جاءت كنتائج للأحداث والتطورات التي شهدتها الساحة السياسية الدولية خلال العقدين الأوليين من القرن العشرين.
واندلاع الحرب العالمية الأولى وقد مثل إيران في عصبة الأمم ((ذكاء الملك فروغي)) وهو ماسوني عريق لم يكن من اهتمامه طرح موضوع فلسطين في اجتماع عصبة الأمم حين ذاك.
وأيام حرب فلسطين 1948 شهدت إيران شأن الدول العربية ودول إسلامية أخرى حملات شعبية لجمع الأموال وإرسال المتطوعين, ومن ناحية أخرى جرى تحديد موقف إيران تجاه القضية الفلسطينية حيث اعترف الشاه بإسرائيل وسمح لها بتمثيل سياسي وتجاري عام 1960 وصولا إلى انتصار الثورة الإيرانية حيث رفع الحميني شعار ((اليوم إيران وغدا فلسطين)) واستبدل سفارة الكيان الصهيوني في طهران بسفارة فلسطين في الأيام الأولى لانتصار الثورة حيث أعلن الخميني صراحة ((أن الإسلام وشعب إيران المؤمن والجيش الإيراني الأبي 000000 ويعلن عن استنكارهم وشجبهم لتحالف السلطة الملكية مع إسرائيل عدوة الإسلام وإيران 00000))
حيث تم الانسجام بين الموقفين الرسمي الحكومي والشعبي بل والانسجام بينهما دعما لنضال
الشعب الفلسطيني ومقاومة وشجبا لموقف الكيان الصهيوني, مع أنه كانت هناك تفسيرات للتوجه بإجراءات إزاء اليهود والحوار معهم, حيث قال الشيخ محمد علي التسخيري (وكيل وزارة الإرشاد والثقافة) أنه "لا مانع من ذلك الحوار إن كان هناك يهود غير مرتبطين بالمسيرة الصهيونية الحاقدة وهي بالواقع يهودية منحرفة ويهودية سلبية وحاقدة وإذا خرج العلماء من العقلية الصهيونية فهناك مجال كبير للحوار معهم" 0
وقد وصلت عمق العلاقات لدرجة أن زار رؤساء الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي إيران عام 1961 باستثناء حابيم بارلين 0
وقد كان للعلاقات الاقتصادية والعسكرية الأثر الأكبر في زيادة تأثير إسرائيل في مواقف يهود إيران حيث حرص الإسرائيليون على تبادل الزيارات الدبلوماسية وتنسيق المواقف السياسية والتي كانت من ثمارها إقامة وكالة إسرائيلية تشتري أراضي إيرانية خصوصا للمناطق القريبة من العراق والعمل على تدريب يهود إيرانيين على الجاسوسية وتوزيعهم على دول الخليج العربي 0
وفي أعقاب حريق المسجد الأقصى اشتركت إيران في مؤتمر القمة الإسلامية في الرباط وبدأت مسيرة التصالح بين إيران ومصر ابتداء من العام 1971 حيث أثرت على العلاقات الإسرائيلية ـ الإيرانية إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار العلاقات بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي حيث لم تمنع إعادة العلاقة بين إسرائيل ومصر غولدا مائير من زيارة طهران في منتصف شهر أيار 1972 وما تبعها من زيارة لدبلوماسيين يهود 0
والخشية من طرف اليهود كانت بعد التغيرات الداخلية التي طرأت وكان من نتائجها الإطاحة بالشاه وما نتج عن ذلك من خسائر سياسية واقتصادية 0
إيران والتسوية:
ويتناول موقف إيران من عملية تسوية الصراع العربي الصهيوني في إطار محددات علاقة إيران بفلسطين وقصتها من خلال مرحلتين في تاريخ الموقف الإيراني ـ من عملية التسوية.
المرحلة الأولى: وتشمل مرحلة الحكم الشاهنشاهي في إيران 1973ـ 1978 حيث أهتم الشاه بلعب دور فاعل في هذه العملية 0
المرحلة الثانية: تمتد من العام ـ 1980 وحتى العام 1997 ـ وخلالها تم تحديد المواقف السياسية للجمهورية الإسلامية في إيران إزاء محطات عديدة من محطات عملية التسوية بدءا بخطة الأمير فهد وخطة ريغان وقمة فاس الأولى مرورا بمؤتمر مدريد للسلام وانتهاء باتفاق أوسلو 0
الفصل الرابع:
إيران وإسرائيل:
يشير الكاتب إلى الاتصالات التي كانت بين النظام الشاهنشاهي في إيران وقادة الحركة الصهيونية في فلسطين وخارجها قبل عام ـ 1948 ـ ويوضح بأن المرحلة التي أعقبت حرب فلسطين وإعلان قيام إسرائيل هي المرحلة التي تم إرساء أسس العلاقات الرسمية بين إيران وإسرائيل خلالها0
وقد أعلن في عهد حكومة رئيس الوزراء الإيراني اعتراف إيران بإسرائيل, حيث لم يدم الاعتراف طويلا, حين استدعت الحكومة الإيرانية في عهد مصدق ممثلها لدى إسرائيل في 4/7/1951 في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء رزم أراه في 23/3/1951 تمهيدا لسحب الاعتراف بإسرائيل, حيث حلت القنصلية العامة الإسرائيلية في 8/7/1951 0
وبعد إسقاط حكومة مصدق, أعاد الشاه علاقته بإسرائيل واعترف بها وقبل السفير الإسرائيلي ـ د0 روي دوريل ـ في بلاطه وأرسل إلى تل أبيب من يمثله 0
وقد شهدت العلاقات تطورا اقتصاديا ملحوظا مع إسرائيل خاصة بعد تشريع قانون استخدام وحماية رؤوس الأموال الأجنبية الذي وضع عام 1955, حيث كان للرأسمالية الإسرائيلية الدور الفاعل في المشاريع الإنمائية في إيران ـ وفي الكتاب أمثلة عديدة تؤكد ذلك
ومن الدير بالذكر أن العام 1965 هو بداية العلاقـات التجارية الرسمية الإيرانية ـ الإسرائيلية, فمن ناحية العلاقات الأمنية بين طهران وتل أبيب, فعلى الرغم من أنها كانت سرية, إلا أنها كانت متطورة في كافة المجالات الأمنية والعسكرية, ومشاركة إسرائيل في إنشاء هيئة الشرطة السرية الإيرانية السافاك عام ـ 1957 ـ عبر جهاز الموساد وتعاونه مع وكالة الاستخبارات الأمريكي C.I.A وقيام إسرائيل ببيع بعض أنواع الأسلحة إلى إيران وتبادل الخبرات العسكرية خير مثال على ذلك.
(التعاون الإيراني الإسرائيلي)
(اليوم إيران وغدا فلسطين) شعار رفعه الخميني, حيث أعلن مهدي بازركان رئيس أول حكومة في عهد الجمهورية الإسلامية عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران وإسرائيل 17/2/1979 حيث أعيد الدبلوماسيون الإيرانيون الموجودون في إسرائيل إلى إيران وطلب من الدبلوماسيين اليهود مغادرة أراضي إيران 0
ومع هذا الشعار الجميل قامت الحكومة الإيرانية بالتعاون والتعامل مع الحكومة الإسرائيلية من خلال زيارات سرية متبادلة قام بها مسؤولون إيرانيون وإسرائيليون لكلا البلدين !!
وتأييدا لوجود تعاون اسرائيلي ـ إيراني فقد تم التفاوض على موضوع صفقات السلاح في عهد الخميني على أثر اجتماع سري بين الرئيس علي أكبر خامنئي وبين شمعون بيريس على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك, حيث أبدى خامنئي استعداده للإفراج عن الرهائن الأمريكيين في لبنان حينذاك كخطوة نحو تحسين العلاقات بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي مقابل تزويد إسرائيل طهران بصفقة أسلحة تتضمن صواريخ أرض ـ جو وقطع غيار لطائرات الفانتوم الأمريكية لدى إيران لتستخدمها في حربها مع العراق.
أن إمدادات من الأسلحة الإسرائيلية توافدت على إيران, ومن المؤكد أنه تواتر الأخبار عبر مصادر مختلفة حول الاستفادة الإيرانية من الخبرات الإسرائيلية في المجال التدريبي العسكري وفي مجال الاستفادة من الأسلحة الإسرائيلية المتنوعة وما تبع ذلك من استعداد الإدارة الإسرائيلية لتطوير سلاح الجو الإيراني والبحث في إعادة تشغيل طائرات الفانتوم وما يتبع ذلك من تزويد إيران بقطع غيار لها 0
وقد كشف النقاب عن صفقات لشراء إيران أسلحة إسرائيلية مثل العوزي, وغازات سامة كيماوية من تجار يهود من خلال السوق السوداء وكذلك معدات لصنع رؤوس حربية كيماوية.
وما نشر عن موضوع الأسلحة والتعامل به بين الإيرانيين واليهود ظل بالنسبة للإيرانيين بين الإنكار والتشكيك, ولكن الواقع يشهد بأن ما تم من صفقات هو أمر واقع.
منقول