إيران و بسطاء العرب و المسلمين
لا يخفى على أي مبتدىء في علم السياسة ما تتجه له الاوضاع في الشرق الاوسط, هذه المنطقة الجغرافية التي أصبحت تمثل 90% من وقت نشرات الاخبار المحلية و العالمية من كثرة ما تحتويها منأحداث وياليتها كانت أحداث مبهجة و سارة بل هي مصائب و احتلال و حروب و دمار.....إلخ.
ويختلف داعي الطمع في هذه المنطقة من قوة عظمى لأخرى فمنها دافعه سرقة و نهب ثرواتها و خيراتها و نفطها هذا الذهب الاسود الذي جلب الخراب و الدمار للمنطقة بدلا من أن يجلب لها الازدها و العمار. و منها دافعه سلب الارض و الوطن كما هو الحال في فلسطين المحتله. ولكن النوع الاخطر هو من يكن دافعه ديني و مبني على حب الانتقام و حقد تزايد عبر العقود التاريخية الماضية فهو ينتظر الفرصة السانحة ليعوض ما لحق به من عار و هزائم وهذه الحالة تنطبق على إيران نعم إنها إيران الفارسية.
فالمتتبع للتاريخ القديم يجد أن إيران أو ما يعرف بدولة فارس قديما قد تعرضت للعديد من الهزائم كان أولها على يد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه و آخرها على يد دولة الخلافة الاسلامية الدولة العثمانية.
فما كان من إيران إلا أن تقمصت دين عدوها ألا وهو الاسلام و لكن الامر لزم بعض التحريف عليه حتى يخصها و يميزها عن غيرها فهو ذريعه و ليس تدين. وهذا التقمص جعلت من عدو الامس صديق اليوم و خُدع الكثير من سذج و بسطاء العرب و المسلمين (خصوصا أهل السنه - وهم المستهدفون) حتى إذا ما اشتد ساعدها انقلبت على عقبيها و كشرت عن أنيابها وهذا بالضبط ما نراه يحدث حاليا لإخواننا بالعراق على أيدي فرق الموت و جيش المهدي و فيلق بدر المدعومين من إيران ماديا و عسكريا.
فبعد أن ساهمت إيران إلى جانب الولايات المتحده الامريكية مساهمة فعالة لإسقاط أنظمة الحكم في كل من أفغانستان و العراق وذلك باعتراف وزير خارجيتها, نراها تمثل دور العدو لأمريكا المنتصر و المدافع عن قضايا المسلمين وهذه السياسة المزدوجة هي إحدى سمات السياسة الايرانية على مختلف الصعد فهي تجرح من جانب و تدعي العلاج من جانب آخر.
ولكن إيران استطاعت كسب قلوب و عقول السذج و البسطاء من العرب و المسلمين (خصوصا أهل السنه) بسبب تبنيها و دعمها المطلق للقضية الفلسطينية في حين عجز العرب المسلمين عن ذلك ومن حسن حظها أن هذا الدعم جاء في فترة عطشت الشعوب العربية و الاسلامية لمن يقف في وجه أعدائها و لو بالكلمة فوجدوا فيها الملجأ الذي اعتقدوا فيه المنجي لهم ولكنه في واقع الحال سيقودهم الى حافة الهاوية و هم لا يعلمون. كما دعمت إيران أيضا عميلها الاول في المنطقة (نصر الله) الذي ما فتىء يجلب الدمار و الخراب للبنان و يا ليت ذلك كان مقابل نتيجة ترجى و إنما كان هباءا منثورا لا يستحق عناءه و مردوده الهزيل وإن كان يُقصد به مقاصد و تنفيذ أجندات لا ليس لها صلة بلبنان أبدا و إنما هو تنفيذ للأجندة الايرانية وحدها .
ولكنك لو توقفت قليلا و سألت نفسك الاسئلة التالية:
1- لماذا دخلت إيران في حرب مع العراق وكانت هي الطرف المعتدي في حين أنها تعتبر نفسها دولة إسلامية شأنها شأن الدول الاسلامية الاخرى و التخلي و التغاضي عن الخلافات هو واجب عليها بدلا من تأجيجها و إشعالها.
2- تبنيها المطلق و السخي للقضية الفلسطينية بحجة دعم المسلمين في حين تخليها عن القضايا الاخرى مثل الشيشان و أفغنستان و حتى العراق. فهي تدعم القضية الفلسطينية لكسب قلوب العرب في المنطقة فتصبح مثالا يحتذى به و بالتالي يسهل التحكم و السيطرة بمن يحتذون بها.
3- دعم أطراف معينة في الدول العربية و هم في الغالب من أتباع المذهب الشيعي أمثال حزب الله في لبنان و أنصار الحوثي في اليمن و فرق الموت و جيش المهدي و فيلق بدر في العراق و بعض الاقلام المأجورة القليلة في مصر. فلو أمعنت النظر في هذه البلدان المذكورة ستلحظ حالة البلبلة و انعدام الاستقرار الذي تعاني منه هذه البلدان فالاطراف المدعومه هي كالسرطان الذي ينهش في جسد بلدانها وهذه الاطراف ما هي إلا عامل ضغط على دولها لتنفيذ الاجندة الايرانية في المنطقة.
4- نشر التشيع في المنطقة العربية و منطقة الشرق الاوسط خصوصا و عقد المؤتمرات التي من شأنها أن تقرب بين المذاهب الاسلامية ( وهي ليست كذلك فالتقريب لا يكون على حساب العقيدة). ولكن لماذا ينشر التشيع في سوريا و السودان و فلسطين و غيرها من الدول العربية إذا كانت إيران تجتهد و تدعي إقتراب المذاهب من بعضها؟ فالتناقض في كلا الطرحين واضح.
5- لعب الادوار السياسية المتناقضة فنجد نصر الله يدعو في خطبة المفرغه لدعم المقاومة ضد الصهاينة و الامريكان ولكنه في نفس الوقت لا يتطرق ولو بكلمة واحده لدعم المقاومة السنية بالعراق و أفغانستان و الشيشان لأنه يعلم حقيقةًً أن إيران تحارب هذه المقاومة في بلدانها, فمن يقف خلف فرق الموت المنتشرة في العراق التي عاثت بأهل السنه قتلا و دمارا و تشريدا غير إيران الفارسية؟!. فحزب الله وأمثاله يستخدمون كعامل ضغط على الامريكان للرضوخ للمخططات الايرانية في المنطقة.
أما حاليا فنرى إيران تتجه نحو إنتاج القنبلة النووية و الانضمام للنادي النووي العالمي لتصبح بذلك ثاني قوة نووية (لا سمح الله) في المنطقة بعد صديقتها إسرائيل وهذا بالطبع سيسهل عليها تحقيق حلمها التاريخي ألا وهو الهلال الشيعي الممتد من شمال أفغانستان و حتى جنوب لبنان و عودتها لأمجادها السابقة أمجاد دولة فارس قديما التي قضى عليها الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلو نجحت إيران في نتاج القنبلة النووية فسيكون أول من يهدد بها (يمكن أن يضرب) هم العرب المسلمين.
و من هذا المنطلق أنصح سذج و بسطاء العرب و المسلمين بأن يصحوا لما يخطط و يحاك لهم في طهران و غرف الاجتماعات في مبنى مخابراتها فما يحدث في العراق ليس بعيدا أن يحدث في أي دولة عربية إسلامية أخرى.
وقد أعذر من أنذر