مصر هي ثلث سكان العالم العربي
وقلبه النابض
وروحه التي تتنفس..
من لم يحب مصر وينتمي إليها فإنه لا يحب العرب.. ولا ينتمي إلى عالمهم.
ولن أقول مبروك لمصر.. ولكن هنيئاً للعالم العربي.
لقد كانت أم كلثوم على حق في كل كلمة قالتها حين غنت على لسان مصر ....
: "أنا إن قدّر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي"
لاعبو المنتخب المصري أشاروا بقوة إلى هذه العبارة سواء قصدوا ذلك أم لم يقصدوه..
وإن حالة التنبه الوطني التي اجتاحت الشارع المصري في الأيام الأخيرة، وإن كانت مقرونة بمناسبة رياضية فإنها تعكس عمق الوعي والانتماء الكامن في نفوس المصريين.. وإن تمكن أفراد الفريق المصري من التفوق على أفراد فرق إفريقية تفوقهم في الحجم والقدرة البدنية ليعكس في وضوح كبير نموذجاً للروح النضالية التي يتميز بها أبناء الوادي العظيم الذي يشق شمال إفريقيا ويعانق البحر المتوسط..
مرة أخرى.. أرسل المصريون رسالة إلى المستقبل.. من قلب الظلام الحالك.. لتقول للعالم أن هذا البلد قادر على صنع شيء عظيم..
وأن هذا الشعب ليس غائباً عن الوعي.. ولم يفقد روحه الوطنية ولا انتماءه إلى قضيته وأمته..
لم يكن بأي حال نصراً رياضياً.. بقدر ما كان مؤتمراً قومياً لاستنهاض الوعي وتأكيد العزيمة..
أبو تريكة وعمرو زكي وزيدان.. نماذج تحتاج إلى التصدير والاستنساخ في سائر قطاعات المجتمع المصري والعربي..
إن مصر والعالم العربي، في حاجة إلى كل إنسان لا يضيع هدفاً إذا واتته الفرصة لإحرازه، ولا ينسى السجود لله شكراً حين يحرز هدفه.. فهل وعينا الرسالة كما وعينا فرحة الانتصار؟ أم سنكتفي من النصر بالتقافز فرحاً وإشعال النار؟