مؤيدو الرئيس مبارك كثيرون ــ ولا شك ــ فإنجازات الرجل لا يمكن إنكارها.. وحرصه البالغ علي حماية الإرادة )الوطنية(.. لم تغب يوماً عن الأذهان.
.. وإذا كان قد ظهر علي السطح مؤخراً.. مجموعات من المعارضين.. فبديهي.. أن يوجد علي الجانب المقابل.. من يعترفون بالفضل.. ومن يرفضون خلع أردية الوفاء بين يوم وليلة..!
***
من هنا.. إذا كان هؤلاء المؤيدون.. قد أرادوا التعبير عن مشاعرهم.. فهذا حقهم.. بالضبط مثلما فعل )المحتجون(.. طوال الأيام الماضية.. لأن عدم حدوث ذلك.. إنما يصور الرئيس )الجليل( علي أنه شخص غير مرغوب فيه.. الأمر الذي يتنافي مع الواقع.. ومع المنطق.. ومع الحقيقة.. ومع كل شيء.
***
لكن.. أن يقفر علي مظاهرات التأييد مجموعات من البلطجية.. أو أن يتعمد من يتعمد أن تضم هذه المظاهرات نوعيات غير مقبولة شكلاً.. أو موضوعاً.. فلا أحسب أن هذا يرضي الرئيس.. أو حتي يوافق عليه.. خصوصاً بعدما حدث أول أمس (الأربعاء).. من اطلاق رصاص.. واشتباكات حادة بالأيدي.. وهجوم علي ميدان التحرير.. بالخيول.. والجمال.. مما حدا برئيس الوزراء الجديد الفريق أحمد شفيق أن يقرر علي الفور إجراء تحقيق شامل حول أبعاد وملابسات هذه المظاهرات معرباً عن اعتذاره لشعب مصر.. ومؤكداً في نفس الوقت علي محاسبة من عمل علي تفريغ مواكب الحب من أهم عناصرها.. ومقوماتها.
***
طبعاً.. تلك المبادرة من د.أحمد شفيق تعد بمثابة أول تواجد حقيقي له بعد توليه مهام منصبه لاسيما بعد أن بدأ في ممارسة صلاحياته أمس من مقر مجلس الوزراء الرسمي..!
وفي جميع الأحوال.. يمكن القول.. إن الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن جعلت الكثيرين من الناس.. يفقدون أعصابهم.. وبالتالي تأتي تصرفاتهم، وسلوكياتهم.. تضر أكثر مما تنفع..!
ولعلنا نلمس الآن.. أن من كانوا يلتزمون الصمت في الماضي.. أصبحت ألسنتهم طويلة.. ومن أمضوا ثلاثين سنة من حياتهم يمارسون أبلغ سياسات النفاق.. فجأة.. صاروا بين يوم وليلة.. زعماء سياسيين.. أو يشبهون من يطلق عليهم بـ )المطالبين بالعرش».. في بعض المجتمعات التي تحولت من الملكية إلي الجمهورية منذ سنوات.. وسنوات..!
***
عموماً.. فلننتظر نتائج التحقيقات التي أمر رئيس الوزراء بإجرائها عسي أن تكشف عن كثير من الغموض الذي أصبح يحوطنا في هذه المرحلة الحساسة، والشائكة من حياتنا.. بل ربما تقودنا تلك النتائج إلي ما هو أهم وأهم خصوصاً فيما يتعلق بالأيادي العابثة منذ بداية الأحداث والتي مازلنا حائرين.. بشأن تحديد هويتها.. والتعرف علي طبيعتها..!
***
في النهاية تبقي كلمة:
اليوم.. هو يوم الجمعة.. والذي يفترض أننا نؤدي فيه الصلاة الجامعة التزاماً بتعاليم الله سبحانه وتعالي الذي يحثنا دوماً علي التآلف.. وعلي التآخي.. وعلي التراحم فيما بيننا.. ومع ذلك.. فهناك من يريدون استغلال هذا اليوم )الفضيل( في إثارة المشاعر.. وفي تهييج الجماهير.. فهل نخضع أو نستكين لأمثال هؤلاء.. أم واجبنا جميعاً أن نضع في اعتبارنا أن معظم رصيدنا قد نفد..؟؟
رصيدنا من المحبة المشتركة. والإيثار المتبادل.
رصيدنا من العمل، والإنتاج، والتصدير، والتعلم، والبحث العلمي..!
أرجوكم.. اذكروا الله اليوم.. كثيراً.. كثيراً.. عساه أن ينقذنا من شرور أنفسنا..!
إنه.. نعم المولي.. ونعم النصير.
