أبناؤنا الأعزاء .. شكراً
تحية واجبة لشباب مصر الذين طالما ظلمناهم وأسأنا الظن بهم واعتزاز واجب لهم لأننا كثيرا ما اتهمناهم بالجهل والسطحية وعدم الاهتمام بما يدور حولهم من الشأن العام وانهم مغيبون وراء أجهزة الكمبيوتر.. بل وبلغ من الأمر أن شككنا في انتمائهم ووطنيتهم.
لكن الظروف الحالية جعلتنا نري منهم العكس تماما فقد فاجأونا بدرجة عالية من الوعي والادراك والمتابعة بل والشجاعة والوطنية.. رأيناهم بأعيننا يحققون لنا في أيام ما فشلنا في تحقيقه لعشرات السنين.. رأيناهم يظهرون صلابة وقوة تحمل وانتماء لمصر وكأننا كنا لا نعرفهم رغم اننا أنجبناهم وربيناهم. كما شعرت بالفرح والفخر بابني الوحيد وهو يشارك أبناء الجيران حفظ الأمن في المنطقة وينظمون المرور ويطاردون المجرمين ويحمون البيوت والشوارع ويعاونون جيشنا العظيم في القبض علي فلول المساجين الهاربين الذين فتحت لهم السجون عنوة لإرهاب المصريين. من حقنا أن نفرح بهؤلاء الابناء ونفخر بهم ومن حقهم أن نعتذر لهم عن سوء ظننا بهم. نستطيع أن نتطلع للمستقبل بأمل ونطرد الهواجس التي طاردتنا حينما كنا نظن اننا أنجبنا وربينا أولادا مدللين لا يستطيعون حتي تحمل مسئولية أنفسهم فإذا الأيام تثبت انهم يستطيعون تحمل مسئولية بلد بأكمله يعبرون عن رأيهم بصلابة ويتحملون صعوبة الحياة في أوقات استثنائية يؤمنون بها ويحمون الأرواح والأموال والأعراض بل ورأيتهم بأم عيني ينظفون الشوارع بعد أن اختفي الكناسون.
فأي شباب هؤلاء وأي أبناء هؤلاء الذين أثاروا اعجاب الدنيا كلها وأصبحوا مثلا يقتدي لشباب العرب والعالم فهنيئا لمصر بكم وحماكم الله وبارك فيكم ودمتم سندا لوطنكم وشعبكم في أوقات الشدة والرخاء.