الرموز وأدب الخطاب
محمد عبدالحميد سعدالدين
"كاتب وأديب"
استضافت إحدي الفضائيات بعضاً من شباب ميدان التحرير توقفت أمام هذا الحوار الذي كانت تديره إحدي المذيعات تعاطفت مع طلباتهم المشروعة نظراً للقهر الذي أذاقه أحمد عز للناس في انتخابات مجلس الشوري الأخيرة حين دفع بشيخ تجاوز الثمانين مقيم بالقاهرة لم يره الناس منذ تزوير الانتخابات لصالحه في الدورة السابقة وحين تولي رئاسة احدي اللجان الهامة في مجلس الشوري لم يقدم خدمة واحدة لأحد من أبناء دائرته.. أعاد الحزب ترشيحه رغم أن الشيخوخة أثقلت كاهله وأصابه ما يصيب البشر في مثل عمره.. وبناء علي تعليمات أحمد عز سار في موكب طاف بعض القري وحشد له أعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطني الطبول والمزامير ويوم الانتخاب لم يذهب إلي اللجان مائة مواطن وتم تسديد وتسويد التذاكر قهراً وجاءت النتيجة مذهلة لأنه حصل علي عشرات الآلاف ثم مضي إلي القاهرة وإلي رئاسة لجنته!! وفي انتخابات مجلس الشعب مارس أحد أعوان عز والذي رفع حذاءه في مجلس الشعب في وجه أحد الوطنيين الشرفاء من الأعضاء الذي تصدي لجبروته فرفع عنه الحصانة بعد ذلك مارس التقفيل وحبس أحد المنافسين من أبناء قريته وشراء الذمم وجاءت النتيجة في غير صالحه أثناء الفرز فخرج وأجري اتصالا بأحمد عز فتم تغيير النتيجة وانصرف الناس يفوضون أمرهم إلي الله ولكن المتحاورين كانوا يتمسكون بوجهة نظرهم وحين كانت تحدث مداخلات عبر الهاتف فتصرخ فيهم احدي النساء راجية أن يتقوا الله لأنها لم تعد تجد طعاما وقد نفد مخزونها ولا نقودا وقد أغلقت البنوك أبوابها وأنها أرملة تنفق علي ولدها الوحيد هالني أن شاهدت التشفي علي وجه أحدهم وابتسامة صفراء علي فمه وهو يشترط أن يرحل الرئيس حتي يفضوا اعتصامهم وتسير عجلة الحياة.. ولما سألت المذيعة وما البديل لم يجد رداً ولكنه العناد والصلف.
ذكرني هذا العناد بأحد أبنائي وكان في هذا الوقت طفلاً صغيراً لم يذهب إلي المدرسة بعد كنت إذا طلبت منه أن يأكل يرفض لأنني كنت كثير التدليل له كثير الحب له أيضا وهداني تفكيري أن أطلب منه عكس الشيء فيفعل ما أقصده.. فكنت اذا اردت منه أن يفتح باب الشقة قلت له : أغلق باب الشقة ياحبيبي!!
إنه قصور شديد نسأل عنه المدرسة والبيت الذي تراجع دورهما في التربية إلي درجة قصوي فغاب عن شبابنا أدب الخطاب عن الرموز بل والآباء.
والي الله المشتكي