انيس منصور فى ميدان التحرير

ألا تكون (تسونامي) !
تابعت المتظاهرين وسمعتهم يهتفون لمصر، فهم مشغولون بمصر أكثر من انشغالهم بأنفسهم، أي من أجل مصر يتظاهرون وليس من أجل أهداف متواضعة وآمال شخصية.


الذي‏ ‏نصفه‏ ‏بأنه‏ ‏من‏ ‏وراء‏ ‏العقل‏!‏
لا‏ ‏تشغل‏ ‏بالك‏ ‏بالاسم‏ ‏العلمي‏ ‏لهذه‏ ‏الظواهر‏ ‏الغريبة‏ ‏العجيبة‏ ‏عند‏ ‏بعض‏ ‏الناس‏... ‏يمكنك‏ ‏أن‏ ‏تقول‏ ‏إنها‏ ‏حالات‏ ‏نفسية‏ ‏ليس‏ ‏لدينا‏ ‏تفسير‏ ‏واضح‏ ‏لها‏... ‏يمكنك‏ ‏أن‏ ‏تقول‏ ‏إنها‏ ‏صفات‏ ‏غريبة‏ ‏أو‏ ‏قدرات‏ ‏خفية‏... ‏وإنها‏ ‏لا‏ ‏تدخل‏ ‏في‏ ‏نطاق‏ ‏العلم‏ ‏أو‏ ‏العقل‏ ‏الإنساني‏, ‏وإن‏ ‏كان‏ ‏العلماء‏ ‏يحاولون‏ ‏رصدها‏ ‏ليعرفوا‏ ‏من‏ ‏أين‏ ‏وكيف‏ ‏ولماذا؟‏!.‏ مثلا‏ : ‏ما‏ ‏معني‏ ‏أنك‏ ‏تفكر‏ ‏في‏ ‏شخص‏ ‏وتفاجأ‏ ‏بأنه‏ ‏أمامك‏... ‏ما‏ ‏معني‏ ‏أن‏ ‏تفكر‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏تطلبه


أدب الخروج عن الأدب !
إذا غاب الزوج عن البيت بعض الوقت . شهر مثلا , فما الذي يجب أن تفعله الزوجة؟ وهذا واحد من الاجوبة : كوني نظيفة جدا ودائما : اغسلي يديك ورجليك ووجهك . وضعي الزيت في شعرك وارتدي أحسن ملابسك .. وضعي الزهور في كل مكان .. واذا استطعت ان تغرسي أمام البيت شجرة فلا تترددي .. ولاتصادقي المتسولات ولا النساء اللاتي يتكلمن كثيرا وينقلن ما تقولينه من بيت الي بيت , فإذا عاد زوجك وجد المشاك


كلمة واحدة غيرت الدنيا..ممكن؟!
لو عرف الذين يكتبون أين تقع كلماتهم من نفوس الناس , لارتجفت الأقلام في أيديهم وترددوا كثيرا قبل أن يقولوا شيئا .. ولكن هذا لا يحدث الا قليلا .. عندما تواجهنا الحقيقة فجأة فنعرف أن كلماتنا أحجار سقطت في ماء ساكن فهزته , ثم سكن كل شيء .. أو كانت بذورا استقرت في أرض واسعة مسطحة كأنها أكف متعطشة تنتظر .. أو كانت سموما جاءت بعدها النهاية .


دمـــــــــــاء لا تجــــــــف
كان في بلاد الصين فيلسوف , وكان لهذا الفيلسوف شعار واحد هو : أن اعيش في سلام مع الناس .. وفي يوم ذهب هذا الفيلسوف الي المقابر .. وكان يجد في زيارة المقابر لذة عقلية .. فنهاية كل الناس هي القبور ينامون فيها متجاورين عراة , ويتركون وحدهم بلا حراسة . وكان كلما سأله أحد عن سبب زيارته القبور قال : انما اردت ان أطمئن علي المكان الذي سأبقي فيه الي الأبد .. دون ان أؤذي أحدا


من‏ ‏غير‏ ‏نهاية‏ !‏
آه‏.. ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏أفكاري‏ ‏وعواطفي‏ ‏ملفوفة‏.. ‏كلها‏ ‏علي‏ ‏هيئة‏ ‏بكرة‏ ‏خيط‏.. ‏لها‏ ‏أول‏ ‏ولها‏ ‏آخر‏.. ‏ولها‏ ‏اللون‏ ‏الذي‏ ‏يعجبني‏.. ‏آه‏.. ‏لو‏ ‏كنت‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏ ‏أرتب‏ ‏هذه‏ ‏الخيوط‏ ‏بالشكل‏ ‏الذي‏ ‏يعجبني‏.‏ آه‏.. ‏لو‏ ‏كنت‏ ‏أعرف‏ ‏مايدور‏ ‏في‏ ‏عقلي‏.. ‏وفي‏ ‏قلبي‏.. ‏وفي‏ ‏معدتي‏.. ‏إنني‏ ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏أتلخبط‏ ‏في‏ ‏مشاعري‏ ‏فأحس‏ ‏بصداع‏ ‏في‏ ‏معدتي‏ .. ‏وأحس‏ ‏بالمغص‏ ‏في‏ ‏عقلي‏ .. ‏وبالقرب‏ ‏من‏ ‏قلبي‏.. ‏إنني‏ ‏لا‏ ‏أعرف‏ ‏أين‏ ‏يوجد‏ ‏الحب‏ ‏ولا‏ ‏أين‏ ‏توجد‏ ‏الكراهي


خناقة‏ ‏بين‏ ‏نجوم‏ ‏السماء‏!‏
الأنوار‏ ‏حمراء‏.. ‏والظلام‏ ‏علي‏ ‏شكل‏ ‏أشباح‏ ‏في‏ ‏الأركان‏.. ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏أحد‏ ‏يتكلم‏.. ‏وإنما‏ ‏كنت‏ ‏أتحرك‏ ‏في‏ ‏مقعدي‏.. ‏أضع‏ ‏رجلي‏ ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏الرجل‏ ‏الأخري‏.. ‏كأنني‏ ‏أطمئن‏ ‏علي‏ ‏وجودهما‏ ‏متربعا‏ ‏فوق‏ ‏رجلي‏.. ‏ثم‏ ‏أعود‏ ‏فأضع‏ ‏يدي‏ ‏في‏ ‏يدي‏.. ‏وفي‏ ‏جيبي‏.. ‏وأتمسك‏ ‏بشعر‏ ‏رأسي‏ ‏كأنني‏ ‏سأقع‏.. ‏وكل‏ ‏هذه‏ ‏الحركات‏.. ‏عادية‏ ‏جدا‏.. ‏فأنا‏ ‏لا‏ ‏أستطيع‏ ‏أن‏ ‏أقعد‏ ‏علي‏ ‏بعضي‏.. ‏وأصدقائي‏ ‏من‏ ‏علماء‏ ‏النفس‏ ‏يقولون‏: ‏هذه‏ ‏بقايا‏ ‏طفولة‏.. ‏أو‏ ‏يقولون‏: ‏هذا‏


اسمح‏ ‏لي‏ ‏أنصحك‏!‏
أنا‏ ‏أنصحك‏ ‏معتمدا‏ ‏علي‏ ‏تجاربي‏, ‏وعلي‏ ‏ما‏ ‏قرأت‏. ‏وماسمعت‏ ‏وما‏ ‏رأيت‏.. ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏سأقوله‏ ‏لك‏ ‏أنا‏ ‏مقتنع‏ ‏به‏, ‏وقد‏ ‏يجيء‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏أغير‏ ‏فيه‏ ‏آرائي‏.. ‏فقد‏ ‏أحس‏ ‏أنها‏ ‏ضاقت‏ ‏علي‏.. ‏كملابسي‏.. ‏والانسان‏ ‏كلما‏ ‏تقدمت‏ ‏به‏ ‏السن‏ ‏اتسعت‏ ‏ملابسه‏ ‏وطالت‏.. ‏وكبرت‏ ‏قدماه‏.. ‏وكبرت‏ ‏أفكاره‏ ‏أيضا‏.‏


رسالة منها
هذه‏ ‏رسالة‏ ‏أخري‏ ‏أبعث‏ ‏بها‏ ‏إليك‏... ‏وهذه‏ ‏الكلمات‏ ‏ليست‏ ‏إلا‏ ‏أوراقا‏ ‏تتساقط‏ ‏من‏ ‏شجرة‏ ‏حياتي‏... ‏حياتي‏ ‏في‏ ‏فصل‏ ‏الخريف‏...