ومسئوليته عن فشل الإعلام المصري
محمد فوده
الجمعة 11 فبراير 2011
حاول أنس الفقي وزير الإعلام السابق الذي قبلت استقالته ليلة أمس أن يبرر فشل الرسالة الإعلامية المصرية حكومية وخاصة في الفترة التي تولي فيها مسئولية هذا الجهاز الخطير فلم يستطع وخاصة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت سقوط النظام.
أنس الفقي في رأيي لم يكن وزير إعلام.. بقدر ما كان رقيباً علي الإعلام.. لا مهمة له سوي أن يوجه أوامره بالفعل أو عدم الفعل.. لم يكن لديه رؤية لإعلام دولة بحجم مصر.. فضاقت نظرته إلي درجة جعلته أي الإعلام ضئيلا حتي بالنسبة للعاملين فيه فما بالك بالنسبة للمواطنين المصريين أو المتابعين في الوطن العربي.
كان إعلامنا يتواري خجلا خلف الإعلام العربي.. ولم تستطع قنواتنا الفضائية الخاصة أن تنطلق بالقدر الذي يتوازي مع الكفاءات الموجودة فيها بسبب الضغوط التي مورست عليها من وزير الإعلام.
بعض الضغوط كانت في صورة تهديدات.. وبعضها مورست في صورة اجراءات مثل اغلاق بعض القنوات. وملاحقة بعض العاملين فيها الأمر الذي كان بمثابة رسالة واضحة لباقي القنوات.
حاول أنس الفقي أن يبرر خسائر اتحاد الاذاعة والتليفزيون التي قدرت بالمليارات بادعائه أنه جهاز خدمي وليس قطاعا اقتصاديا.. لكنه نسي أن يذكر لنا أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الخسائر هو الفساد المالي المتمثل في المبالغ الخيالية التي يتقاضاها كبار العاملين في هذا الجهاز مقارنة بالأجور المتدنية التي يتقاضاها آلاف العاملين فيه.
لقد حاول أنس الفقي أثناء ثورة الشباب في ميدان التحرير ان يساهم في اسقاط هذه الثورة. فلم يكتف بسياسة التعتيم والتظليم.. بل حاول دفع العاملين في مبني ماسبيرو إلي النزول إلي ميدان التحرير لمواجهة الثائرين وتنظيم جبهة مضادة لهم.. ولكن هؤلاء العاملين أو علي الأقل معظمهم رفضوا تنفيذ هذه الأوامر.. بل وفضحها بعضهم.
لن أتعرض لما يقال حول الاتهامات الموجهة إلي أنس الفقي بالنسبة لذمته المالية.. فهذا ليس شأني لأنني أتحدث عن السياسات التي يمارسها أو ينتهجها المسئول. ولا أتحدث عن خصوصياته أو شخصه.. لأن ذمته المالية ليست مسئوليتي وإنما مسئولية جهات أخري معروفة للجميع.. وأتمني ألا تكون هذه الاتهامات صحيحة كما قال هو لقناة المحور.
أنس الفقي قفزوا به من عمله الخاص إلي عدة وظائف متدرجة بسرعة البرق.. من رئيس هيئة قصور الثقافة ثم إلي وزير للشباب.. ثم إلي وزير الإعلام دون أن يكون له رصيد من الخبرة في هذه القطاعات.. وكانت البداية من موسوعة الطفل!!
آخر المقال:
بعض الوزراء أدوا عملهم بأسلوب موظف درجة سادسة!!