شعار المرحلة
انسف تصريحك القديم
الشعب سيد قراره
بقلم:
محمود نفادي
* عاصرت الحياة البرلمانية لمصر علي مدار 32 عاماً حتي الآن ومنذ عام 1979 في أواخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات وحتي رحيل الرئيس حسني مبارك ولم أسمع يوماً أن مسئولاً برلمانياً قرر تغيير موقفه أو التراجع عن هذه المواقف حتي لو كانت ضد الدستور وإرادة الشعب المصري حتي مع تغير الرئاسة من السادات إلي مبارك لأن جميع المسئولين في هذا الوقت اعتبروا أن المرحلة ممتدة ومبارك امتداد للسادات وأن التغيير جاء قدرياً وللرئيس فقط وليس لمن حوله ولأول مرة يأتي التغيير هذه المرة بإرادة الشعب المصري بفضل شباب 25 يناير.
* وطوال هذه السنوات كان الشعار البرلماني الشهير مصرياً وعربياً وعالمياً هو "المجلس سيد قراره" وتم إشهاره كثيراً في وجه أصحاب الطعون الانتخابية الباطلة وتحت مظلته حافظ نواب كثيرون علي عضويتهم بالبرلمان لسنوات طويلة وحصل بعض أصحاب الطعون علي تعويضات مالية هزيلة من وزارة الداخلية لعجزهم عن إسقاط هذا الشعار.
* ومطالب مجلس الشعب بصفة خاصة منذ عام 1990 وبعد أن اعتلي المنصة الدكتور أحمد فتحي سرور رئاسة المجلس ظل هذا الشعار هو الأقوي وتحطمت أمامه جميع المحاولات والمعارك الصحفية والسياسية.
* وبسبب هذا الشعار عزف كثيرون عن دخول الانتخابات وإذا سقطوا عمداً وبسبب التزوير عزفوا عن تقديم طعون انتخابية اعتقاداً منهم بأن سيد قراره يقف لهم بالمرصاد ويحول دون حصولهم علي حقوقهم وإنصافهم.
* وسارع عدد كبير من ترزيه القوانين تحت القبة من المنتخبين والمعينين لتقديم تفسيرات سابقة التجهيز من أجل الحفاظ علي هذا الشعار الفرعوني ودافعوا عن التزوير والتسويد وإبعاد الناجحين والحفاظ علي المزورين.
* والآن وبعد ثورة شباب 25 يناير وبسبب أكبر عملية تزوير وتزييف برلمانية في تاريخ مصر البرلماني منذ عام 1866 وتحت إشراف وقيادة عز والعادلي معا تراجع أصحاب هذا الشعار والمدافعون عنه بلا استثناء.
* وثروة شباب 25 يناير قررت تشييع هذا الشعار وأصحابه إلي مثواهم الأخير سياسياً وبرلمانيا ليحل بدلاً منه شعار الشعب سيد قراره بعد أن سقط النظام ورحل الرئيس وتهاوت الرموز الفاسدة