مصر جديرة بالديمقراطية
أحمد فؤاد بركات
عضو اتحاد الكتاب
** إثر نكسة ..67 وسقوط عناصر اتحدت لتهيمن علي مصر.. وكانت وقتها أجهزة المخابرات. قال عبدالناصر: "كانوا بيخوفوني من الشعب".. وفوجئ ناصر بالشعب يؤازره ويصر علي بقائه.. ورغم أخطار جسيمة فادحة سقط إليها نظامه. وكان عهد ناصر يتميز رغم عيوب كثيرة.. بالعدالة الاجتماعية. فقد حظر تماماً علي المسئولين أن يخوضوا دنيا المال. وحاسب بشدة مساعديه علي أي تجاوز. فقد أمر علي صبري بإعادة أثاث أتاه من روسيا. وتخطي الجمارك.. رحل ناصر فبكاه العالم. ولو حقق ناصر الديمقراطية كما قال خالد محمد خالد "رحمه الله" في كتابه "الديمقراطية أبداً" لكان أعظم زعماء مصر علي الإطلاق.
** ولا أدري لم تصور البعض أن مصر غير جديرة بالديمقراطية. مثلما يردد بعض معلقي الغرب. إن الديمقراطية الغربية لا تناسب مصر.
** ما حدث يمثل ويؤكد جدارة مصر بديمقراطية كاملة "والديمقراطية تصنع النهضة" وحتي لو لم تحقق الرخاء الكامل فإنها ترسي قيم العدالة.. فمثلاً أن يعين خريج حقوق بتقدير مقبول. وكيلاً للنيابة. ويرفض من حصل علي أعلي التقديرات.. حالة واحدة كهذه. يمكن أن تبعثر كرامة الوطن حيث لا عدالة. ولا مساواة. وبما يعني الظلم والجور. وليس من المعقول أيضاً أن يستدعي فاروق جويدة ليعاقب علي رفضه لهذا الظلم. وأن يحتاج الأمر الرئيس مبارك. للإفراج عنه..!
* ما أبشع.. ما أفظع
أن تكون الوظائف للأتباع. والمحاسيب. ويكون قدر الفرد. بقدر المكانة والأقارب. وابن مين في مصر.. ولكن الشباب. وبحسم. تقدم. ليفرض. رفضه.. ومن الآن تأكدوا أن العصور القادمة. عصور عادلة. أنتم ستفرضون المساواة. والطهارة. والعدالة.
نهضة لا ثورة..!
يخيفني تسمية نهضة الشباب. بالثورة. وليس في خاطري مجرد التسمية. ولكن لأن خسائر الثورات الهائلة مخيفة. خسائر الدم. وإذا كنت أقف إجلالاً علي شهداء الأحداث فلم يعد هناك ضروري لأن تراق نقطة دم واحدة. كسب الشباب.. كشفوا عن وجوه شيطانية خائنة بشعة كانت ترتدي أقنعة الوطنية والزيف.
نريدها نهضة لا ثورة. شعب مصر بطبيعته ليس دموياً. ضباط ثورة يوليو. سمحوا لفاروق الملك. أن يغادر مكرماً محفوظ المقام. بينما إثرها بأعوام سحل شعب العراق الملك عبدالإله في الشوارع. وإثرها أيضاً سحلوا نور السعيد في مناظر مقيتة.
التظاهر ليس ثورة. إنها أصوات تعلو تطالب بحقوق أو تجهر برأي. وحتي في مصر.. فهذه المظاهرة الكبري. سبقها الآلاف من المظاهرات الصغيرة. كما تعلم.
** نهضة كبري.. إن شاء الله وبعونه. قادمة.. قادمة!