حسام بدراوي طالب مبارك بالتنحي "وجها لوجه".. ومبارك استمع في النهاية إلى رأي "العائلة"
جمال مباركقالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن الرئيس مبارك كان ينوي إعلان تنحيه عن الرئاسة مساء الخميس الماضي كما اقترحت عليه القوات المسلحة، مشيرة إلى أن الأمين العام الجديد للحزب الحاكم طالبه (وجه لوجه) باعلان تنحيه، إلا أن الرئيس في النهاية إختار أن يبقى رئيساً.
وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير لها مساء الأحد إن مساعدي مبارك ومستشاريه المقربين إلى جانب نجله جمال مبارك أخبروه أنه لا يزال بامكانهم السيطرة على الاحتجاجات، وهو ما أدى إلى تحويل خطاب التنحي الذي كان ينتظره المصريين بشغف إلى محاولة أخرى للعناد والتثبث بالسلطة.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن من سمتهم مصادر مطلعة داخل الرئاسة قولهم إن مبارك لم يكن مستعدا لادراك أن استقالته الفورية هي الحل لانقاذ مصر من فوضى محققة. إلا أن مسؤول كبير في الحكومة قال إن مبارك يفتقد إلى الآلية السياسية التي تمنحه نصيحة صريحة ومخلصة تجاه ما يجري في الشارع.
وقال المسؤول نفسه إن مبارك كان لا يرى لأبعد مما يخبره جمال به، وهو ما جعله منعزل سياسيا، الأمر الذي أدى إلى استجابة خاطئة جدا ومتأخرة جدا لمطالب الشعب.
وتابع التقرير بالقول إنه في ذلك الوقت بدأت القوات المسلحة تضيق بالفشل المستمر لمبارك ونائبه المعين حديثا عمر سليمان ما أدى إلى تزايد وانتشار الاحتجاجات والاضرابات يومي الخميس والجمعة.
وقال التقرير إن الجيش كان قلقا بشكل كبير مما يجري في الشارع وأنه هو الذي نصح الرئيس بتعيين اللواء عمر سليمان نائبا له والعهد بالحوار مع المعارضة إليه.
وهو ما فشل فيه سليمان لتتزايد مطالب المحتجين الذين رفضوا إجراء أي حوار قبل رحيل مبارك حتى بعد اعلانه عدم ترشحه في انتخابات 2011.
وقالت إن أمين عام الحزب الوطني حسام بدراوي التقى الرئيس يوم الخميس الماضي ليخرج إلى الإعلام بنبأ احتمال تنحي مبارك.
وقالت مصادر مطلعة من داخل الرئاسة أن خطاب الخميس كان هو خطاب التنحي إلا أن الرئيس قرر في آخر لحظة السماع لنصيحة عائلته والمقربين منه بمحاولة آخرى للاحتفاظ بالمنصب خاصة في ضوء أخبار تضخم ثروات عائلة الرئيس التي بدأت في الانتشار.
وقال أحد المطلعين إن جمال مبارك أعاد كتابة الخطاب عدة مرات قبل تسجيله، حيث أذيع الخطاب في الحادية عشر مساء بعد ساعات من تنويه التلفزيون إلى خطاب رئاسي هام بعد قليل.
وقالت الوكالة إنه من الواضح أن الخطاب تم اعداده على عجل ، وهو ما يبدو واضحا في مقاطع الخطاب غير المتصلة وفي تصرفات الرئيس أثناء الخطاب حيث يبدو وكأنه يضبط رباطة عنقه ثم يبعد وجهه عن الكاميرا.
وقالت الوكالة إن وزير الاعلام أنس الفقي وجمال مبارك كانا في الاستديو أثناء تسجيل الرئيس كلمته، ليخرج بعد ذلك الفقي مؤكدا أن الرئيس لن يتنحى