منذ تم طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وبدء مشاركة العرب في النسخة الخامسة لنهائيات كأس امام اسيا لكرة القدم في تايلاند عام1972,
لم تغب المنتخبات العربية عن التواجد في الدور قبل النهائي, بل إنه كان هناك فريق عربي دائما طرفا في المباراة النهائية منذ عام1980 وحتي البطولة الماضية2007 باستثناء وحيد في النسخة الـ13 بالصين عندما وصل المنتخب البحريني للدور قبل النهائي, قبل ان يقصيه الياباني.
وباستمرار كانت المنافسة تزداد قوة بين منتخبات شرق القارة الصفراء الصاعدة والمتطورة وبين المنتخبات العربية الـ12 التي تقع كلها غرب القارة, دون ان يغفل المراقبون التقدم المطرد والمنظم في مستويات دول الشرق, خاصة كوريا الجنوبية واليابان, واخيرا استراليا التي انضمت للاتحاد الاسيوي للعبة, كقوة معتبرة بمحترفيها, في الدوريات الأوروبية, وطبعا الصين علي الطريق لكن( جاية يعني جاية)!.
ثم جاءت الدورة الحالية التي تستضيفها قطر, والتي أعلن خلالها رسميا تراجع المنتخبات العربية في مواجهة المد المقبل من الشرق, بل وامام منتخبات صاعدة في وسط القارة مثل أوزبكستان, ولنصدم جميعا بخروج العرب تباعا علي ارض عربية حتي خلا منهم دور الأربعة لأول مرة في البطولة الحالية رقم15 بالدوحة, حيث التقي في الدور قبل النهائي كل من كوريا مع اليابان واستراليا مع اوزبكستان, وكلها دول تعتمد علي التخطيط ولاتعرف السبهللة!.
ولاشك ان المؤشرات علي هذا التراجع كانت واضحة, وكان آخرها غياب المنتخبات العربية الآسيوية عن المونديال2010 للمرة الأولي منذ عام1982 في آسبانيا.
ورأيي ان أهم الاسباب هو غياب ثقافة الاحتراف لدي اللاعب العربي, ومن ابرز ملامحها سوء إدارة اللاعب لشئون حياته اليومية وعدم التركيز في تطوير امكاناته باستمرار وتحسين مستواه البدني والفني بدوافع ذاتية, فضلا عن غياب الاحترافية ايضا عن منظومة العمل الإداري في معظم الأندية والاتحادات العربية, وأخيرا فإن المنتخبات الآسيوية في شرق القارة( اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا) استطاعت تكوين قاعدة مهمة من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية المتقدمة والتي توفر للاعبيهم احتكاكا مستمرا وقويا علي مستوي رفيع.
إن أمام عرب آسيا عملا جادا لابد من إنجازه وتغييرات جذرية في المفاهيم والاساليب, تحتاج إلي قرارات شجاعة ربما من عينه تغيير القيادة العليا الرياضية كما حدث في السعودية, كأبرز الأمثله علي رد الفعل المناسب لخروج الأخضر السعودي من الدور الأول بهذه الصورة من التراجع المخيف في المستوي والنتائج.
يذكر ان التراجع في مستويات منتخبات شرق آسيا يشمل ايضا, للتسجيل ـ المنتخب الإيراني, إلا أنه ليس في دائرة اهتمامنا مثل بقية المنتخبات العربية الشقيقة.