الحمد لله على نعمة الإسلام والعقل..
يحق لكل عاقل أن يغضب، ولكل حليم أن يحتار، ولكل مخلوق أن يجأر إلى الله قائلاً (اللهم نصرك الذي وعدتنا) بعدما شاهدنا ليلة البارحة ـ و الدماء الطاهرة تنزف في بنغازي وطبرق والأكواخ ومصراته وحتى طرابلس العاصمة ـ ثم تتجلى الوقاحة والخسة بكل معانيها في إطلالة المراهق ابن المراهق من يسمي نفسه بسيف الإسلام ولد القذافي قذفه الله ووالده في اليم مع عجل بني إسرائيل في الدنيا وحشرهم مع سيدهم فرعون في النار يعرضون عليها غدواً وعشياً، فلم يطق الشرفاء في ليبيا الوالد حتى يتقبلوا الولد لأربعين سنة أخرى لا سمح الله الذي يقول { وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا }[ نوح :27]
هذا السفيه الوغد بكل غرور يخاطب البشر بلغة أدنى من شريعة الغاب وإن كانت ترتعش فرائصه، بعد فوات الأوان يقدم رزمة إصلاحات كاذبة محنطة كانت مخبأة أربعين عاماً لم تظهر إلا لما قرر المجاهدون الانتصار للحق، أدنى الحق فقط، فلما أحس بحرارة الجمرة في عقبيه أدرك الحق ولكن هيهات هيهات، يأتي هذا النزغ الوغد ليقول مدافعاً عن ذاته وذات والده بأنه مستعد للدماء إلى آخر قطرة حتى لو بلغ القتلى مئات الآلاف من الأطهار، كل ذلك وقوداً لبقائه مجرماً وقاتلاً ولصاً وعدواً.. أهكذا قيمة الدماء عنده!؟ وكيف يدعي هؤلاء الانتماء لدين يحرم قتل النمل والهدهد!؟ فطوبى للشهداء الذي هبوا لإنكار هذا المنكر.
قارنوا أيها العقلاء موقف هذا القذر المهين الأفاك المبين بموقف ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الدار وكان بيده أن يأمر كل مسلم للدفاع عنه فلا يسعهم إلا طاعته شرعاً، وهو الخليفة الذي اكتملت له شروط الإمامة المشروعة قولاً واحداً، لكنه نهى أن يدافع عنه رجل واحد من الصحابة لئلا يلقى الله بقطرة دم غير دمه الطاهر شهادة له عند الله، ليتبين لكم إلى أي مدى ابتليت الأمة بهذه الأنواع الغريبة الشاذة المنحرفة من الحكام عن صراط الله الذين يرون أن الكون يبدأ وينتهي عند شهواتهم ونزواتهم وأنفسهم الشريرة الأمارة بالسوء فبقاؤهم أولاً وآخراً وبعد ذلك فليأتي الطوفان على الدين والدنيا والبشر.
معمر القذافي ومن يعول لا يؤمنون إلا بذواتهم المتضخمة وذوات من يعبدونهم من دون الله من المنافقين الكذابين الذين رأينا نماذج لهم في جريدة الأهرام المصرية الذين غيروا جلودهم خلال ساعة مائة وثمانين درجة، أنا أكتب هذه الكلمات على عجالة من أمري مغاضباً لأتابع الأخبار المتسارعة والمبشرة وكلي ثقة بالله ثم بأبطال ليبيا أن يكنسوا هذه القاذورات النجسة من بلادهم الطاهرة إلى بالوعة التاريخ التي تليق بهم، وقد يكون ذلك خلال ساعات أو أيام بحول الله وقوته، لكأني أنظر الى الأبطال المجاهدين في ليبيا يحتفلون بالنصر ويصلون على أرواح شهدائهم كما صلى عليهم من قبل السابقون السابقون من أهل تونس القيروان ومصر الكنانة، رحم الله شهداء ليبيا ورفع درجاتهم في عليين مع شهداء تونس ومصر وجمعنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
سيسجل التاريخ جريمة العالم في حق الشعب الليبي بدرجة لا تقل عن جريمة العالم في حق الشعب الفلسطيني أن ترك القتلة يعيثون في البلاد فساداً، تسيل الدماء والعالم يتفرج دون أن ينتصر لهم أحد، اللهم انصرهم يوم عز النصير، وكن لهم يوم تخلف المخلفون.
كم أنت عظيم أيها الشعب الليبي بإرادتك وأبطالك وشهدائك! كم نحن فخورن بكم ونحن نلتقى أخباركم وأنتم مصممون على المضي حتى النهاية مهما كلفكم الأمر من الشهداء، تحملتم وحشية القذافي على مدى أربعين عاماً، فرض الطاعة كرهاً لا طوعاً، وعدواناً لا شرعاً، لمجرم يجز رقاب شعبه ويجلد ظهورهم ويأكل أموالهم يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين، أربعون عاماً وسابع دولة احتياط غاز ونفط في العالم تئن تحت وطأة الفقر و جنون هذا المجنون بالإجماع والذي فرط في أموال الأمة ما بين حسابات خاصة سنسمع عنها قريباً بحول الله وما بين مغامرات طائشة كلكربي وما بين إهانة وإذلال عند بيع أطفال الإيدز ليتبوأ رتبة عميل جديد ويترك أمهاتهم يبكون لا يملكون إلا الدموع والدعاء، هذا الحاكم الفاجر المجرم لم يتوقف على تحويل ليبيا الشامخة إلى سجن عام الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، ليس هذا فحسب بل تطاول على السنة النبوية والقرآن الكريم فقال فيهما قولاً لا يقوله إبليس.
أيها المجاهدون في ليبيا: اصبروا وصابروا ورابطوا فإننا نكتب لكم والخجل ينتابنا، ألا نملك غير اللسان والقلم للتضامن معكم، وأيم الله إن واجبنا النصرة لكم ولكل مسلم ومسلمة يقع عليهم مثل ما وقع عليكم وإن آلالامنا مما نرى أشد من القتل ولقد اصطفاكم الله للشهادة، و الله معكم ولن يتركم أعمالكم، إنها آية لنا بين فئتين فئة تقاتل في سبيل الله لها النصر والشهادة بحول الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء،
أما الغرب المنافق الذي قبض ثمن العمالة من هذا الطاغية لأنه فتح لهم ملفات من غدر بهم من الشرفاء العرب وسلم الغرب المواقع النووية الليبية واستسلم لهم منبطحاً ودفع لهم عشرات المليارات التي حرمها أفواه الشعب الليبي المغلوب على أمره، نقول للغرب لانطمع منكم بحق، ولكن شيء من الوقاحة المعقولة إن لم يكن ثمة عقل وإنصاف للشعوب، فالذي يحصل في ليبيا لم يحصل إلا في رواندا والبوسنة والهرسك والاتحاد السوفيتي سابقاً فأين مبادئكم ونصرتكم للحضارة المزعومة، لكن اطمئنوا لقد تعلم الناس من الشدائد، فالشعوب لم تعد تعيركم هماً ولا غماً وها أنتم تتفرجون على دمائهم وعملائكم يتهافتون في نار شعوب الأرض الثائرة لا تملكون إلا النفاق لها ومحاولة قطف ثمارها عند النهاية ولكن الله غالب على أمره، سيهزم الجمع ويولون الدبر.
إن أقل حق إخواننا علينا في ليبيا أن نتضرع إلى الله بالدعاء لهم، اللهم سدد رمي إخواننا في ليبيا، اللهم سخر لهم جند السماء والأرض، اللهم أيقظ ضمير قادة الجيش الليبي لحماية الليبين من الفاجر القاتل، اللهم أرنا في الخائن المجرم معمر وذريته وملأه أشد مما شفيت صدورنا به من ذل لحسني وبن علي، اللهم كن للشعوب عوناً ونصيراً، اللهم عليك بالظالمين، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً وانتصر للمظلومين عاجلاً غير آجل إنك سميع الدعاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد.