منقوووووووووووووووووووول
ماذا نقرأ ؟!
بعد التحية والشكر
شجعتني هذه الزاوية للمحاولة رغم قزم القلم
هل من كتب تقوي الملكة الأدبية ليقرأها المبتدئ؟
وشكر الله لكم .. أختكم / محاسن ---------
مرحبا بك أختي الكريمة / محاسن
قرأت منذ مدة للأستاذ رضا جمال إجابة رائعة عن تساؤل طُرح في هذا المجال حين قال :
" إنَّ في القصص عبرًا عظيمة لأولي الألباب، وتثبيتًا للفؤاد، خصوصًا قصصَ الأنبياء وأتباعهم الصالحين؛ قال الله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]، و قال – جل ثناؤه -: ﴿ وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [هود: 120].
وإنَّ من البيان لَسِحْرًا؛ كما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ومِن المعلوم أنَّ العلم منه أصول ومُلَح، فالأصول كعلم التفسير والحديث والعقيدة والفقه، وما يخدم هذه العلوم، كعلوم اللغة، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث.
وأمَّا المُلَح، فهي الأخبار والنوادر، والتراجم والغرائب، والقصص والتاريخ، ونحو ذلك.
والنفس من طبيعتها الملل، فالمُلح تُنشِّط النفس من الكسل، فهي مطلوبة، مرغوب فيها؛ ولذلك اهتمَّ بها أهل العلم، وأَوْلَوْها عنايةً فائقة، وهي تُعين على الأصول.
فأوَّل شيء وأولاه: العنايةُ بقَصص القرآن، قراءةً وتدبُّرًا، وتأمُّلاً وتفكُّرًا، ووقوفًا عند عجائبه ولطائفه، وستجد العجائب؛ فهو أحسن القصص، وأتَمُّه وأفَيْدُه؛ قال الله - عز وجل -: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].
وثانيه: سيرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – العطرة؛ فهو الأسوة الحسنة في كل شيء، وقد قصَّ على أمَّته ما فيه أعظمُ العِبَر والعظات، بأفصح الألفاظ، وأبين العبارات، ولا جَرمَ؛ فقد أُوتِيَ جوامعَ الكلم، ولا ينطق عن الهوى، ولا يخرج مِن فيه إلاَّ حقٌّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وثالثه: سِير السلف الصالحين من هذه الأمَّة الكريمة على الله - تعالى – من الصحابة الكرام، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
ونذكر لك من هذا جزءًا، ومِن خلال إبحارِك فيه تظهر لك أجزاء، ونسأل الله الجواد الكريم أن ينفعك بها وسائرَ المسلمين، وأن تكون عونًا لك، ووسيلةً لتثبيتك على الدِّين الحق.
ففي قصص القرآن:
كتاب "قصص الأنبياء"؛ للإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير 701 - 774 هـ، وهذا القسم هو جانب قصص الأنبياء من كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير.
- واسبحْ في كتب التفاسير؛ ففيها نفائسُ ودررٌ لِمَن أحسن استخراجَها.
وكتب السِّيَر كثيرة؛ ومنها:
• "السيرة النبوية"؛ لابن هشام، وقد اختصرها الإمام المجدِّد محمد بن عبدالوهاب، وهذَّبها الأستاذ عبدالسلام هارون.
• "زاد المعاد"؛ لابن القيم، وقد اختصره أيضًا الإمام محمد بن عبدالوهاب.
• "جوامع السيرة"؛ لابن حزم.
• "صحيح السيرة النبوية"؛ بقلم/ العلاَّمة المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني.
• "السيرة النبوية - دروس وعبر"؛ لعلي الصلابي.
وفي القصص النبوي:
• "صحيح القصص النبوي"، و"صحيح قصص الغيب"؛ للدكتور عمر بن سليمان الأشقر.
وهذان الكتابان يمتازان بشرح الدكتور الأشقر، والذي يفهمه العاميُّ، ولا يستغني عنه المثقَّف.
• "من بدائع القصص النبوي الصحيح"؛ محمد بن جميل زينو.
وفي سير السلف وتراجمهم:
• "سير أعلام النبلاء"؛ للإمام الذهبي، وهو مِن أجمعها وأروعها.
وكُتب عبدالرحمن رأفت الباشا: "صور من حياة الصحابة"، و"صور من حياة التابعين"، و"صور من حياة الصحابيات".
وكُتُبه تتميَّز بالعرض الأدبي الجذَّاب، وله كتب أخرى نافعة مفيدة - إن شاء الله تعالى.
وكتب الأدب والملح كثيرةٌ كثيرة:
فأعمدةُ كتب الأدب أربعة؛ قال ابن خلدون - رحمه الله تعالى -: "وسَمِعْنا من شيوخنا في مجالس التعليم: أنَّ أصول هذا الفنِّ وأركانه أربعة دواوين، وهي: "أدب الكاتب"؛ لابن قتيبة، وكتاب "الكامل"؛ للمبرد، وكتاب "البيان والتبيين"؛ للجاحظ، وكتاب "النوادر"؛ لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتَبعٌ لها، وفروع عنها".
فهذه الكتب مليئة بالفوائد الفرائد، وفيها ما ينبغي الحذرُ منه والحَيْطة، فلا يخوض غمارَها إلاَّ الأفرادُ الأفذاذ، ونحسبك منهم - إن شاء الله تعالى.
قَدْ هَيَّؤُوكَ لِأَمْرٍ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ ** فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الْهَمَلِ
ومن الكتب الحسان في ذلك:
كتاب "بهجة المجالس وأنس المجالس"؛ لابن عبدالبر القرطبي:
وهو مِن نوادر الموسوعات الأدبيَّة الأخبارية، أفرغ فيه ابن عبدالبر القرطبي خلاصةَ قراءاته وملاحظاته في ميدان الأدب، أو كما يقول: "وجمعت فيه ما انتهى إليه حِفْظي ورعايتي، وضمنتُه روايتي وعنايتي".
"زهر الأداب وثمر الألباب"؛ لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني:
وهو كتاب نافع مفيد، قال عنه مؤلِّفه: "فهذا كتابٌ اخترتُ فيه قطعةً كاملةً من البلاغات في الشعر والخبر، والفصول والفِقَر، مِمَّا حَسُنَ لفظُه ومعناه، واسْتُدِلَّ بِفَحْواهُ على مَغْزَاهُ، ولم يكن شاردًا حُوشِيًّا، ولا ساقطًا سُوقيًّا".
وللحصري أيضًا: كتاب "جمع الجواهر في الملح والنوادر":
جَمَع فيه نوادر المُلَح، وطرائف الفكاهات، ومَنازهَ المضحِكات، وفصولاً من مختار الشِّعْر وجيِّد النثر، متجنِّبًا المجون، وما تستهجنه العاداتُ الحسنة، والأخلاقُ الطيِّبة.
وكتاب "لباب الآداب"؛ لأسامة بن منقذ:
وهو مِن أجودِ كُتب الأدب وأحسنِها، وقد اشتمل على فرائدَ جمَّة، مِن نثْر ونظم، لا وجودَ لها في معظم الكتب المطبوعة، وهو مقسَّم إلى سبعة أبواب، هي: (الوصايا، والسياسة، والكرم، والشجاعة، والآداب، والبلاغة، وألفاظ من الحكمة في معان شتى).
وهناك كتبٌ كثيرة عُنيت بأخبار بعض الطوائف وحكاياتهم ونوادرهم:
وفارس حلبة هذا الميدان الإمامُ ابن الجوزي – رحمه الله – فله كتاب: "أخبار الحمقى والمغفلين"، و"الأذكياء"، وغيرها.
وللجاحظ كتاب "البخلاء"، وكتاب "التاج في أخلاق الملوك"، وهو كتاب غريب، انفرد بذكْر الكثير من الأخبار، وغير ذلك كثير.
ومن فنون الأدب: "المقامات":
والمقامات لون بديع من ألوان الأدب القصصي الرفيع، تحتوي على كثير من موادِّ اللغة، وفنون الأدب، وأمثال العرب، وحِكمها، بعبارة مسجعة، مُزيَّنة بأنواع البديع، ولا سيَّما الجناس؛ ترغيبًا للطلاَّب في حِفْظ اللُّغة وأدبها، وتفكيهًا لهم بمطالعتها، ومِن أشهرها: مقامات بديع الزمان الهمذاني، ونسج على منوالها الحريريُّ خمسين مقامة، وتتابعت مِن بعدهما المقامات.
هذا جزء يسيرٌ من تراثنا المجيد التليد، وقد بقي الخير في الأمَّة، وسيبقى إلى ما شاء الله تعالى.
وقد أقام الله - تعالى - بمنِّه وكرمه ثُلَّةً مباركة من الكُتَّاب والأدباء، ورزقهم الفصاحة، وحسنَ البيان، واستقامةَ المنهج، ومن هؤلاء:
- أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي، ومن نفائسه الأدبية: "من وحي القلم"، وكذلك رسائله، فهي مهمَّة.
- الشيخ المصلِح محمد الخضر حسين، ومن روائعه: "رسائل الإصلاح".
- العلاَّمة الأستاذ محمود محمد شاكر، الذي وهب حياتَه للدفاع عن الإسلام والعربية، والذود عن حياضهما، ومِن آثاره الجليلة:
"رسالة في الطريق إلى ثقافتنا"، وقد جَمع مقالاتِه وقرأها، وقدَّم لها: د. عادل سليمان جمال، تحت عنوان: "مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر".
- والعلاَّمة محمد البشير الإبراهيمي، وقد جُمعت آثارُه في مجموع باسم: "آثار البشير الإبراهيمي".
- محمد تقي الدين الهلالي، العلاَّمة المحدِّث، واللُّغوي الشهير، والأديب البارع، والشاعر الفحْل، والرحَّالة المغربي الرائد، والشيخ السلفي، والدكتور.
ومؤلفاته كثيرة جدًّا، وله مقالات رائعةٌ كثيرة في مجلَّة الجامعة الإسلامية، ومجلة المنار، وله الكتاب النافع "تقويم اللسانين" فلا يفوتنَّك.
وغير هؤلاء كثير ممَّن تَميَّزوا بالمنهج القويم، والأسلوب الأدبي الجَزْل.
ومن المجاميع الأدبية الحسناء:
كتاب "مقالات لكبار كتَّاب العربية"؛ لمحمد بن إبراهيم الحمد، في ثلاث مجلدات.
وله كتاب "الارتقاء بالكتابة"، وهو كتاب نافع يُفيدك في تكوين ملكة الكتابة الأدبية، فاظفرْ به.
وكتاب "النظراتُ"؛ للمنفلوطي، وهو أحدُ العجائبِ في النثرِ، والقارئ فيها يَقضي لهُ بالفضلِ والتقديمِ على غيره.
وكتاب "من قصص التاريخ"؛ للشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله تعالى.
وهو كتاب جميل، يحتوي على عدد من القصص الجميلة والمفيدة والمؤثِّرة، من تراثنا وحضارتنا الإسلامية العريقة، جَمَعها الشيخ من عدد كبير من الكتب والمؤلَّفات، ووضَعَها في هذا الكتاب المختصر.
وكتاب "ذكريات علي الطنطاوي"، وكذلك بقيَّة رسائلهِ ومؤلفاته، ففيها من المتعةِ والأسلوبِ ما لا مزيدَ عليهِ.
وللمسافرين - آنسك الله في سَفِرك -:
كتاب "أنيس المسافر وسلوة الحاضر"؛ للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني:
وهو كتابٌ جميل يحتوي على عدد من القصص والقصائد المسلية والفكاهية، والمفيدة والممتعة، والتي تقضي معها الوقتَ في سفرِك من دون أن تشعر؛ لجمال الكتاب.
فهذا جزء يسير من الميدان الرحْب الواسع، نرجو أن ينفعك الله به."
وأرجو الله بدوري لكِ كل النفع والفائدة
مع الود / نور الجندلي